للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناس السَّجْع والسحر، وقالوا: هذا كان يعمل به سليمان. فقال الله: {وما كفر سليمان} الآية (١). (١/ ٥٠٢)

٣٠٩٦ - عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد بن منصور- {ولكن الشياطين كفروا}، قال: اتِّباع السحر كفر، وليس من دين سليمان السحر، يقول: {ولكن الشياطين كفروا} بتركهم دين سليمان، واتباعهم ما تلت الشياطين على ملكه (٢). (ز)

٣٠٩٧ - عن الحسن البصري -من طريق قتادة- أنّ صخرًا المارِد حين كان غلب على ملك سليمان، فلما فطن له الناس كتب كتاب السحر، ودعا الشياطينَ، فأخبرهم أنه قد غلب سليمانَ على ملكه، وأنه يلقي خاتمه في البحر فلا يقدر عليه، ويستريحوا منه، وأن هذا كتابًا كتبه فيه أصناف السحر، وختمه بخاتم سليمان، وإني أدفنه تحت كرسيه، وكتب في عنوانه: هذا ما كتب آصَف بن بَرْخِيا الصِّدِّيق للملك سليمان بن داود من العلم. فلما مات سليمان جاءت الشياطين في صورة الإنس، فقالوا لبني إسرائيل: إن لسليمان كنزًا من دفائن من كنوز العلم، كان يعمل به هذه العجائب، فهل لكم فيه؟ قالوا: نعم. فحفروا ذلك الموضع، واستخرجوا ذلك الكتاب، فلما نظروا فيه أنكر الأحبار ذلك، وقالوا: ما هذا من أمر سليمان. وأخذه قوم، وقالوا: والله ما كان سليمان يعمل إلا بهذا. ففشا فيهم السحر، فليس هو في أحد أكثر منه في اليهود. فلَمّا ذَكر الله لرسوله أمْرَ سليمان، وأنزل عليه في سليمان في المرسلين، وعدّه فيهم، قال مَن كان بالمدينة من اليهود: ألا تعجبون من محمد - صلى الله عليه وسلم -، يزعم أن سليمان كان نبيًّا! والله ما كان إلا ساحرًا. فأنزل الله - عز وجل - فيما قالوا: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان} يقول: ما كتبت الشياطين -يعني: أيام غلب صخر سليمان على ملكه-، {ولكن الشياطين كفروا} هم كتبوا السحر، وما عمل سليمان بالسحر، {وما أنزل} السحر {على الملكين ببابل هاروت وماروت} حتى فرغ من قصتهما (٣). (ز)

٣٠٩٨ - عن شهر بن حَوْشَب -من طريق أبي بكر- قال: قالت اليهود: انظروا إلى محمد، يخلط الحق بالباطل، يذكر سليمان مع الأنبياء، إنما كان ساحرًا يركب الريح. فأنزل الله: {واتبعوا ما تتلو الشياطين} الآية (٤). (١/ ٥٠١)


(١) أخرجه ابن جرير ٢/ ٣٢٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم ١/ ١٨٧.
(٣) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٢/ ٢٥٦ - ٢٥٧.
(٤) أخرجه ابن جرير مطولًا ٢/ ٣٢٧، وأوله نحو قول ابن عباس السابق من طريق العوفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>