للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأرض تحكم بين الناس بالحق؟ قال لقمان: إن أجبرني ربي قبلتُ؛ فإنِّي أعلم أنّه إن فعل ذلك أعانني وعلّمني وعصمني، وان خيّرني ربي قبلتُ العافية، ولم أسأل البلاء. فقالت الملائكة: يا لقمان، لِمَ؟ قال: لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها؛ يغشاه الظلم من كل مكان، فيُخذل أو يُعان، فإن أصاب فبالحري أن ينجو، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة، ومَن يكون في الدنيا ذليلًا خير من أن يكون شريفًا ضائعًا، ومَن يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا، ولا يصير إلى ملك الآخرة. فعجبت الملائكة من حسن منطقه، فنام نومة، فغطَّ بالحكمة غطًّا، فانتبه، فتكلم بها، ثم نودي داود بعده بالخلافة فقبلها، ولم يشترط شرط لقمان، فأهوى في الخطيئة، فصفح الله عنه وتجاوز، وكان لقمان يؤازره بعلمه وحكمته، فقال داود - عليه السلام -: طوبى لك، يا لقمان، أوتيت الحكمة فصُرفت عنك البلية، وأوتي داود الخلافة فابتُلِي بالذنب والفتنة» (١). (١١/ ٦٢٧)

٦٠٩٣٤ - عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سادات السودان أربعة: لقمان الحبشي، والنجاشي، وبلال، ومهجع» (٢). (١١/ ٦٢٥)

٦٠٩٣٥ - عن أبي الدرداء، أنه ذَكر لقمان الحكيم، فقال: ما أُوتي ما أُوتي عن أهل ولا مال ولا حسب ولا خصال، ولكنه كان رجلًا صمصامة، سكِّيتًا، طويل التفكر، عميق النظر، لم ينم نهارًا قط، ولم يره أحد يبزُق، ولا يتنخم، ولا يبول، ولا يتغوّط، ولا يغتسل، ولا يعبث، ولا يضحك، وكان لا يعيد منطقًا نطقه، إلا أن يقول حكمة يستعيدها إياه، وكان قد تزوج ووُلد له أولاد فماتوا فلم يبكِ عليهم، وكان يغشى السلطان، ويأتي الحكماء؛ لينظر ويتفكر ويعتبر، فبذلك أوتي ما أوتي (٣). (١١/ ٦٣٠)

٦٠٩٣٦ - عن عبد الله بن عباس، قال: كان لقمانُ عبدًا أسود (٤). (١١/ ٦٢٥)

٦٠٩٣٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: كان لقمان عبدًا حبشيًّا نجارًا (٥). (١١/ ٦٢٤)


(١) أورده الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ١/ ٣٧٣ - ٣٧٤ دون ذكر الراوي.
وورد الحديث من طريق ابن عمر، أخرجه ابن عساكر في تاريخه ١٧/ ٨٥، قال ابن عراق في تنزيه الشريعة ١/ ٢٤٤: «وفيه نوفل بن سليمان الهنائي».
(٢) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ١٠/ ٤٦٢ (٢٦٦٣)، وهو مرسل.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/ ٣٣٧ - .
(٤) عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.
(٥) أخرجه ابن جرير ١٨/ ٥٤٧. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وأحمد في الزهد، وابن أبي الدنيا في كتاب المملوكين، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>