للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦١٣٩٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: {تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضاجِعِ} كانوا يتنَفَّلون ما بين صلاة المغرب وصلاة العشاء (١). (ز)

٦١٣٩٨ - عن أبي حازم [سلمة بن دينار] =

٦١٣٩٩ - ومحمد بن المنكدر، في قوله: {تَتَجافى جنُوبهم عَن المضاجِع}، قالا: هي ما بين المغرب والعشاء؛ صلاة الأوابين (٢). (١١/ ٦٩٢)

٦١٤٠٠ - قال مقاتل بن سليمان: {تَتَجافى جُنُوبُهُمْ}، يعني: كانوا يصلون بين المغرب والعشاء (٣). (ز)

٦١٤٠١ - عن ابن وهب، قال: أخبرني مَن سمع الأوزاعي أنّه قال في قول الله: {تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ المضاجِعِ}، قال: كُنّا نسمع أنه القيام من جوف الليل. =

٦١٤٠٢ - وسمعت مالك بن أنس يقول ذلك أيضًا (٤). (ز)

٦١٤٠٣ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- {تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضاجِعِ}، قال: هؤلاء المتهجدون لصلاة الليل (٥). (ز)

٦١٤٠٤ - عن أبي توبة الربيع بن نافع، قال: سُئِل سفيان بن عيينة عن قوله: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعًا ومما رزقناهم ينفقون}. قال: هي المكتوبة (٦) [٥١٦٨]. (ز)


[٥١٦٨] اختلف في معنى قوله تعالى: {تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضاجِعِ} على خمسة أقوال: الأول: هي الصلاة بين المغرب والعشاء، وأنها نزلت في قوم كانوا يصلون في ذلك الوقت. الثاني: عنى به صلاة المغرب. الثالث: عنى به انتظار صلاة العتمة. الرابع: عنى به قيام الليل. الخامس: أن هذه صفة قوم لا تخلو ألسنتهم من ذكر الله تعالى.
وعلَّق ابنُ عطية (٧/ ٧٦) على القول الأول والثاني بقوله: «وكانت الجاهلية ينامون في أول الغروب، ومن أي وقت شاء الإنسان، فجاء انتظار وقت العشاء الآخرة غريبًا شاقًّا».
وبيَّن ابنُ جرير (١٨/ ٦١٣ بتصرف) أن «الله وصف هؤلاء القوم بأن جنوبهم تَنبُو عن مضاجعهم، شُغُلًا منهم بدعاء ربهم، وعبادته خوفًا وطمعًا، وذلك نُبُوُّ جنوبهم عن المضاجع ليلًا؛ لأنّ المعروف من وصْفِ الواصف رجلًا بأن جَنبَه نَبا عن مضجعه، إنما هو وصفٌ منه له بأنّه جفا عن النوم في وقت منام الناس المعروف، وذلك الليل دون النهار، وكذلك تصف العرب الرجل إذا وصَفَتْه بذلك ... فإذا كان ذلك كذلك، وكان الله -تعالى ذِكْره- لم يَخْصُصْ في وصْفِه هؤلاء القوم بالذي وصفهم به من جفاء جنوبهم عن مضاجعهم من أحوال الليل وأوقاته حالًا ووقتًا دون حالٍ ووقتٍ؛ كان واجبًا أن يكون ذلك على كلِّ آناء الليل وأوقاته، وإذا كان كذلك كانت جميع الأقوال داخلة في ظاهر قوله: {تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضاجِعِ}؛ لأن جَنبَه قد جفا عن مضجعه في الحال التي قام فيها للصلاة؛ قائمًا صلّى، أو ذَكَر الله، أو قاعدًا بعد أن لا يكون مضطجعًا، وهو على القيام أو القعود قادر». غير أنه رجَّح القول الرابع مستندًا إلى دلالة الأغلب استعمالًا لغة والسنة، وهو قول الحسن، ومجاهد، وابن زيد، والأوزاعي، وعلَّل ذلك بقوله: «لأن ذلك أظهر معانيه، والأغلب على ظاهر الكلام، وبه جاء الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -». وذكر حديث معاذ بن جبل?، ومجاهد من طريق أبي يحيى.
ووافقه ابنُ عطية (٧/ ٧٦ - ٧٧) مستندًا إلى ذلك مع دلالة العقل، فقال: «وعلى هذا التأويل أكثر الناس، وهو الذي فيه المدح، وفيه حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر فيه قيام الليل ثم يستشهد بالآية ... ورجَّح الزجاج هذا القول بأنهم جوزوا بإخفاء، فدل ذلك على أن العمل إخفاءٌ أيضًا، وهو قيام الليل».

<<  <  ج: ص:  >  >>