٦١٩٨١ - عن طلحة: أنّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا لأعرابيٍّ جاهِل: سله عمَّن قضى نحبه مَن هو؟ وكانوا لا يجترِئون على مسألته؛ يُوقِّرُونه ويهابونه، فسأله الأعرابي، فأعرض عنه، ثم سأله، فأعرض عنه، ثم إني اطَّلعت مِن باب المسجد، فقال:«أين السائلُ عمَّن قضى نحبه؟». قال الأعرابيُّ: أنا. قال:«هذا مِمَّن قضى نحبه»(٢). (١٢/ ٨)
٦١٩٨٢ - عن طلحة، قال: لَمّا رجع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِن أُحد صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قرأ هذه الآية:{مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} الآية كلها. فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله، مَن هؤلاء؟ فأقبلتُ، فقال:«أيها السائل، هذا منهم»(٣)[٥٢١٦]. (١٢/ ٨)
[٥٢١٦] استدل ابنُ عطية (٧/ ١٠٧) بهذا الأثر على أن النَّحْب ليس مِن شروطه الموت، فقال: «وقالت فرقة: الموصوفون بقضاء النحب هم جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفوا بعهود الإسلام على التمام، فالشهداء منهم، والعشرة الذين شهد لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة منهم، إلى من حصل في هذه المرتبة ممن لم ينص عليه، ويصحح هذه المقالة ما روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان على المنبر، فقال له أعرابي: يا رسول الله، من الذي قضى نحبه؟ فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم - ساعة، ثم دخل طلحة بن عبيد الله على باب المسجد وعليه ثوبان أخضران، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أين السائل؟». فقال: ها أنا ذا، يا رسول الله. قال: «هذا مِمَّن قضى نحبه». فهذا دليل على أن النحب ليس من شروطه الموت».