للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٢٦٨٠ - عن أنس بن مالك -من طريق أبي عثمان البصري- قال: لَمّا تزوج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - زينب أهْدَتْ إليه أم سُليم حَيْسًا في تور (١) مِن حجارة، قال أنس: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اذهب، فادعُ مَن لقيت». قال: فدعوت له مَن لقيتُ، فجعلوا يدخلون، فيأكلون ويخرجون، ووضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يدَه على الطعام فدعا فيه -أو قال فيه ما شاء الله أن يقول-، ولم أدَعْ أحدًا لقيتُه إلا دعوتُه، فأكلوا حتى شبعوا، وخرجوا، وبقيت طائفة منهم، فأطالوا عنده الحديث، فجعل النبيُّ يستحيي منهم أن يقول لهم شيئًا، فخرج وتركهم في البيت؛ فأنزل الله تعالى: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي إلّا أنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إناهُ} (٢). (ز)

٦٢٦٨١ - عن أنس بن مالك -من طريق محمد بن شهاب الزهري- قال: سألني أُبَيّ بن كعب عن الحجاب، فقلتُ: أنا أعلمُ الناسِ به، نزلت في شأن زينب؛ أوْلَمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عليها بتمر وسَوِيق؛ فنزلت: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي إلّا أنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} إلى قوله: {ذَلِكُمْ أطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وقُلُوبِهِنَّ} (٣). (١٢/ ١٠٨)

٦٢٦٨٢ - عن أنس بن مالك -من طريق محمد بن شهاب الزهري- أنه أخبره: أنّه كان ابنَ عشر سنين عند مَقدَمِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، فكنت أعلم الناس بشأن الحجاب حين أُنزل في مبتنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بزينب بنت جحش؛ أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها عروسًا، فدعا القومَ، فأصابوا من الطعام حتى خرجوا، وبقي منهم رهطٌ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأطالوا المكث، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرج، وخرجت معه لكي يخرجوا، فمشى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومشيت معه، حتى جاء عتبة حجرةَ عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم ظَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم قد خرجوا، فرجع ورجعتُ معه، حتى دخل على زينب، فإذا هم جلوس لم يقوموا، فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجعتُ معه، فإذا هم قد خرجوا، فضرب بيني وبينه سِترًا، وأُنزل الحجاب (٤). (ز)

٦٢٦٨٣ - عن أنس بن مالك -من طريق إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة- قال:


(١) تور: إناء من نحاس أو حجارة. النهاية (تور).
(٢) أخرجه مسلم ٢/ ١٠٥١ (١٤٢٨)، وابن أبي حاتم ١٠/ ٣١٤٩، وعبد الرزاق ٣/ ١٢١.
(٣) أخرجه ابن جرير ١٩/ ١٦٢ - ١٦٣، من طريق سفيان، عن الزهري، عن أنس به.
إسناده صحيح.
وهو في صحيح البخاري ٦/ ١٤٩ (٤٧٩٢) من حديث أنس، من طريق أبي قلابة عن أنس بنحوه، ودون ذكر قصة أبي بن كعب معه.
(٤) أخرجه البخاري ٧/ ٢٣ - ٢٤ (٥١٦٦)، وابن جرير ١٩/ ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>