للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إسرائيل، فرأوه عريانًا أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر، فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربًا بعصاه، فواللهِ، إن بالحجر لنَدَبًا من أثر ضربه؛ ثلاثًا، أو أربعًا، أو خمسًا، فذلك قوله: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمّا قالُوا}» (١). (١٢/ ١٤٩)

٦٢٩١٢ - عن أنس بن مالك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «كان موسى رجلًا حييًّا، وإنه أتى الماء ليغتسل، فوضع ثيابه على صخرة، وكان لا يكاد تبدو عورته، فقالت بنو إسرائيل: إن موسى آدَرُ، أو به آفة. يعنون: أنه لا يضع ثيابه، فاحتملت الصخرة ثيابه، حتى صارت بحذاء مجالس بني إسرائيل، فنظروا إلى موسى كأحسن الرجال، فأنزل الله: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمّا قالُوا وكانَ عِنْدَ اللَّهِ وجِيهًا}» (٢). (١٢/ ١٥٠)

٦٢٩١٣ - عن علي بن أبي طالب -من طريق ابن عباس- في قوله: {لا تَكُونُوا كالَّذِينَ آذَوْا مُوسى}، قال: صعد موسى وهارون الجبل، فمات هارون، فقالت بنو إسرائيل لموسى: أنت قتلتَه، كان أشد حبًّا لنا منك وألين. فآذوه من ذلك، فأمر الله الملائكة فحملته، فمروا به على مجالس بني إسرائيل، وتكلمت الملائكة بموته، حتى علموا بموته، فبرَّأه الله من ذلك، فانطلقوا به، فدفنوه، ولم يعرف قبره إلا الرَّخَم (٣)، وإنّ الله جعله أصمَّ أبكمَ (٤). (١٢/ ١٥١)

٦٢٩١٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: {لا تَكُونُوا كالَّذِينَ آذَوْا مُوسى}، قال: قال له قومه: إنه آدَرُ. فخرج ذات يوم يغتسل، فوضع ثيابه على صخرة، فخرجت الصخرة تَشْتَدُّ بثيابه، فخرج موسى يتبعها عريانًا، حتى انتهت


(١) أخرجه البخاري ١/ ٦٤ (٢٧٨)، ٤/ ١٥٦ - ١٥٧ (٣٤٠٤)، ٦/ ١٢١ (٤٧٩٩)، ومسلم ١/ ٢٦٧ (٣٣٩)، وعبد الرزاق ٣/ ٥٣ (٢٣٨٣)، وابن جرير ١٩/ ١٩٢ - ١٩٣، والثعلبي ٨/ ٦٦.
(٢) أخرجه البزار ١٤/ ٢٢ (٧٤٢١).
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم رواه عن حماد إلا يحيى بن حماد وعبيد الله بن عائشة». وقال الهيثمي في المجمع ٧/ ٩٤ (١١٢٨٤): «وفيه علي بن زيد، وهو ثقة سيئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات».
(٣) الرخم: نوع من الطير معروف، واحدته: رخمة، وهو موصوف بالغدر. النهاية في غريب الحديث والأثر ٢/ ٢١٢.
(٤) أخرجه ابن منيع -كما في المطالب العالية (٣٨١٩، ٤٠٦٦)، وابن جرير ١٩/ ١٩٤، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/ ٤٧٤ - ٤٧٥ - ، والحاكم ٢/ ٥٧٩، وابن مردويه -كما في فتح الباري ٦/ ٤٣٨ - . وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>