للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هابيل جذعة (١) سمينة، وقرّب قابيل حزمة سنبل، فوجد فيها سنبلة عظيمة، ففركها فأكلها، فنزلت النار، فأكلت قربان هابيل، وتركت قربان قابيل، فغضب وقال: لأقتلنك حتى لا تنكح أختي. فقال هابيل: {إنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أنا بِباسِطٍ يَدِيَ إلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إنِّي أخافُ اللَّهَ رَبَّ العالَمِينَ * إنِّي أُرِيدُ أنْ تَبُوءَ بِإثْمِي وإثْمِكَ فَتَكُونَ مِن أصْحابِ النّارِ وذَلِكَ جَزاءُ الظّالِمِينَ} [المائدة: ٢٧ - ٢٩]. فطلبه ليقتله، فراغ (٢) الغلام منه في رؤوس الجبال، وأتاه يومًا من الأيام وهو يرعى غنمه في جبل، وهو نائم، فرفع صخرة، فشدخ (٣) بها رأسه، فمات، وتركه بالعراء، ولا يعلم كيف يُدفن، فبعث الله غرابين أخوين فاقتتلا، فقتل أحدهما صاحبه، فحفر له، ثم حَثا عليه، فلما رآه قال: {ويْلَتا أعَجَزْتُ أنْ أكُونَ مِثْلَ هَذا الغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْءَةَ أخِي} [المائدة: ٣١]. فهو قول الله -تبارك وتعالى-: {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْءَةَ أخِيهِ} [المائدة: ٣١]. فرجع آدم، فوجد ابنه قد قتل أخاه، فذلك حين يقول: {إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ والجِبالِ} الآية (٤). (ز)

٦٢٩٥٩ - عن عبد الله بن عمرو بن العاص -من طريق أبي نجيح- قال: أول ما خلق الله من الإنسان فرجُه، ثم قال: هذه أمانتي عندك، فلا تضيعها إلا في حقها. فالفرج أمانة، والسمع أمانة، والبصر أمانة (٥). (١٢/ ١٦٠)

٦٢٩٦٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ} الآية، قال: الأمانة: الفرائض (٦). (١٢/ ١٥٦)

٦٢٩٦١ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: {إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّمَواتِ والأَرْضِ}: يعني بالأمانة: الطاعة (٧). (ز)


(١) الجذَعَة: صغير السن في الحيوان، وهو ولد الشاة في السنة الثانية، وولد البقرة والحافر في السنة الثالثة وولد الإبل في السنة الخامسة. مختار الصحاح (جذع).
(٢) راغ: هرب. لسان العرب (روغ).
(٣) الشدخ: كسر الشيء الأجوف. مختار الصحاح (شدخ).
(٤) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٢٠٣.
(٥) أخرجه ابن أبي الدنيا في الورع (١٣٣)، والحكيم الترمذي ٢/ ٢٠٦، ٣/ ١٥٥.
(٦) أخرجه ابن جرير ١٩/ ١٩٧ - ١٩٨، وابن الأنباري في الأضداد ص ٣٨٩ - ٣٩٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(٧) أخرجه ابن جرير ١٩/ ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>