[٥٣٠٧] قال ابنُ عطية (٧/ ١٧١ - ١٧٢): «وقرأ الجمهور {تَبَيَّنَتِ الجِنُّ} بإسناد الفعل إليها، أي: بان أمرُها، كأنه قال: افتضحت الجنُّ، أي: للإنس، هذا تأويل. ويحتمل أن يكون قوله: {تَبَيَّنَتِ الجِنُّ} بمعنى: علمت الجن وتحققت، ويريد بالجِنّ: جمهورهم والفَعَلة منهم والخَدَمة، ويريد بالضمير في {كانُوا}: رؤساءهم وكبارهم؛ لأنهم هم الذين يدعون علم الغيب لأتباعهم من الجن والإنس ويوهمونهم ذلك. قاله قتادة، فتبين الأتباع أن الرؤوس لَوْ كانُوا عالمين الغيب ما لَبِثُوا، و {أنْ} على التأويل الأول بدل من {الجِنُّ}، وعلى التأويل الثاني مفعولة محضة، وقرأ يعقوب: (تُبُيِّنَتُ الجِنُّ) على بناء الفعل للمفعول، أي: تبينها الناس، و {أنْ} على هذه القراءة بدل، ويجوز أن تكون في موضع نصب بإسقاط حرف الجر، أي: بأن، على هذه القراءة، وعلى التأويل الأول من القراءة الأولى».