للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فسدَّت ما بين الجبلين بالصخر والقار، وجعلت له أبوابًا ثلاثة بعضها فوق بعض، وبنتْ مِن دونه بركة ضخمة، فجعلت فيها اثني عشر مخرجًا على عدة أنهارهم، فلما جاء المطر اجتمع إليه ماء الشجر وأودية اليمن، فاحتبس السيل مِن وراء السد، فأمرتْ بالباب الأعلى ففُتِح، فجرى ماؤه في البِرْكة، وأمرت بالبَعر فأُلقي فيها، فجعل بعض البعر يخرج أسرع مِن بعض، فلم تزل تضيِّق تلك الأنهار وترسل البعر في الماء حتى خرجتْ جميعًا معًا، فكانت تَقْسمه بينهم على ذلك، حتى كان مِن شأنها وشأن سليمان ما كان، وبقَوا على ذلك بعدها، وكانوا يسقون من الباب الأعلى، ثم من الباب الثاني، ثم من الباب الأسفل، ولا ينفد الماء، حتى يؤوب الماء من السنة المقبلة. فلما طغَوا وكفروا سلّط الله عليهم جرذًا يسمى: الخلد، فنقب من أسفله، فغرَّق الماء جناتهم، وخرب أرضهم (١). (ز)

٦٣٢٨٩ - عن المغيرة بن حكيم -من طريق وهب بن جرير، عن أبيه-، مثله (٢) [٥٣١٢]. (ز)

٦٣٢٩٠ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {سَيْلَ العَرِمِ}، قال: العَرم: السد؛ ماء أحمر أرسله الله في السد، فبَثَقه (٣) وهدمه، وحفر الوادي عن الجنتين، فارتفعتا، وغار عنهما الماء، فيَبِسَتا، ولم يكن الماءُ الأحمرُ مِن السد، كان شيئًا أرسله الله عليهم (٤). (١٢/ ١٩٥)

٦٣٢٩١ - عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- في قوله: {فأعرضوا فأرسلنا


[٥٣١٢] ذكر ابنُ عطية (٧/ ١٧٥ - ١٧٦) عن المغيرة بن حكيم نحو ما جاء في قول وهب من معنى العرم، ثم قال معلَّقًا: "كأنها الجسور والسداد ونحوها، ومن هذا المعنى قول الأعشى:
وفي ذاكَ لِلَمُؤتَسِي أُسْوَةٌ ومَأْرِبُ عَضَّ عليها العَرِمْ
رِخاٌم بَناهُ لهم حِمْيَرٌ إذا جاءَ مَوّارُهُ لم يَرِمْومنه قول الآخر:
مِن سَبَأ الحاضرِين مَأْرِبُ إذ يَبْنُون من دون سَيْلِه العَرِما".

<<  <  ج: ص:  >  >>