الملائكة إلا استغفروا لقائلهن، حتى يجيء بهن وجه الرحمن. ثم قرأ:{إلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ والعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ}(١). (١٢/ ٢٥٧)
٦٣٨٥٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله:{إلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ} قال: ذِكر الله، {والعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ} قال: أداء الفرائض، فمن ذَكر الله في أداء فرائضه حمل عملُه ذكرَ الله فصعد به إلى الله، ومن ذَكر الله ولم يؤدِّ فرائضه رُدَّ كلامه على عمله، وكان عمله أولى به (٢)[٥٣٦٠]. (١٢/ ٢٥٨)
٦٣٨٦٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- أنّه سُئِل: أيقطع المرأةُ والكلبُ والحمارُ الصلاةَ؟ فقال:{إلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ والعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ} فما يقطع هذا؟! ولكنه مكروه (٣). (١٢/ ٢٦١)
٦٣٨٦١ - عن عبد الله بن عباس، أنّه قال:{والعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ} الله إليه (٤). (ز)
٦٣٨٦٢ - عن كعب الأحبار -من طريق عبد الله بن شقيق- قال: إنّ لِسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لَدَوِيًّا حول العرش كدَوِيِّ النحل، يُذكِّرن
[٥٣٦٠] انتقد ابنُ عطية (٧/ ٢٠٦) قول ابن عباس من جهةِ ثبوته، ومخالفته اعتقاد أهل الحق، فقال: «وهذا قولٌ يردُّه معتقد أهل الحق والسنة، ولا يصح عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، والحق أن العاصي التارك للفرائض إذا ذكر الله تعالى وقال كلامًا طيِّبًا فإنه مكتوبٌ له، مُتَقَبَّلٌ منه، وله حسناته، وعليه سيئاته، والله تعالى يتقبَّل مِن كل مَن اتقى الشرك، وأيضًا فإن الكَلِم الطَّيِّب عملٌ صالح». غير أنه التمس له وجْهًا يمكن أن يُصَحَّح عليه، فقال: «وإنما يستقيم قول من يقول: إن العمل هو الرافعُ للكَلِم. بأن يُتَأَوَّل أنه يزيد في رفْعِه وحُسْنِ موقعه إذا تعاضد معه، كما أن صاحب الأعمال من صلاة وصيام وغير ذلك إذا تخلَّل أعماله كلمٌ طيِّبٌ وذكر لله كانت الأعمال أشرف، فيكون قوله: {والعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ} موعظةً وتذكرةً وحضًّا على الأعمال».