للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

آباؤك. فانطلق إليه عتبة، فقال له الذي أمروه، فلما فرغ من قوله وسكتْ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بسم الله الرحمن الرحيم {حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فقرأ عليه من أولها حتى بلغ: {فَإنْ أعْرَضُوا فَقُلْ أنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وثَمُودَ} [فصلت: ١ - ١٣]. فرجع عتبةُ، فأخبرهم الخبر، وقال: لقد كلَّمني بكلامٍ ما هو بشعر، ولا بسحر، وإنه لكلام عجيب، ما هو بكلام الناس. فوقعوا فيه، وقالوا: نذهب إليه بأجمعنا. فلمّا أرادوا ذلك طلع عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعمد لهم حتى قام على رءوسهم، وقال: بسم الله الرحمن الرحيم {يس * والقُرْآنِ الحَكِيمِ} حتى بلغ: {إنّا جَعَلْنا فِي أعْناقِهِمْ أغْلالًا}. فضرب اللهُ بأيديهم على أعناقهم، فجعل مِن بين أيديهم سدًّا ومن خلفهم سدًّا، فأخذ ترابًا، فجعله على رءوسهم، ثم انصرف عنهم، ولا يدرون ما صَنع بهم، فلمّا انصرف عنهم رأوا الذي صَنع بهم، فعجبوا، وقالوا: ما رأينا أحدًا قط أسحر منه! انظروا ما صَنع بنا! (١). (١٢/ ٣٢٦)

٦٤٣٣٧ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمارة- قال: قال أبو جهل: لَئِن رأيتُ محمدًا لأفعلنَّ ولأفعلنَّ. فنَزلت: {إنّا جَعَلْنا فِي أعْناقِهِمْ أغْلالًا} إلى قوله: {لا يُبْصِرُونَ}. فكانوا يقولون: هذا محمد. فيقول: أين هو، أين هو؟ لا يُبْصِره (٢) [٥٣٩٦]. (١٢/ ٣٢٢)

٦٤٣٣٨ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أيوب- قال: كان ناسٌ مِن المشركين مِن قريش يقول بعضهم: لو قد رأيتُ محمدًا لفعلتُ به كذا وكذا. فأتاهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهم في حلقة في المسجد، فوقف عليهم، فقرأ: {يس * والقُرْآنِ الحَكِيمِ} حتى بلغ: {لا يُبْصِرُونَ}. ثم أخذ ترابًا، فجعل يذُرُّه على رؤوسهم، فما


[٥٣٩٦] لم يذكر ابنُ جرير (١٩/ ٤٠٦) غير هذا الأثر.
وذكره ابنُ عطية (٧/ ٢٣٥)، ثم ذكر قولًا آخر، فقال: «وقالت فرقة: الآيةُ مُستعارة المعاني مِن منع الله تعالى آباءهم من الإيمان، وحوْلِه بينهم وبينه». ورجّحه مستندًا إلى السياق بقوله: «وهذا أرجح الأقوال؛ لأنه تعالى لما ذكر أنهم لا يؤمنون بما سبق لهم في الأزل؛ عَقَّب ذلك بأن جعل لهم مِن المنع وإحاطة الشقاوة ما حالهم معه حال المغللين. والغُلّ: ما أحاط بالعُنق على معنى التَّضْييق والتثبيت والتعذيب والأسْر، ومع العنق اليدان أو اليد الواحدة، هذا معنى التغليل».

<<  <  ج: ص:  >  >>