فقام به كله إلا إبراهيم، قال:{وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن}. قيل: ما الكلمات؟ قال: سهام الإسلام، ثلاثون سهمًا؛ عشر في براءة:{التائبون العابدون}[التوبة: ١١٢] إلى آخر الآية، وعشر في أول سورة «قد أفلح»، و «سأل سائل»: {والذين يصدقون بيوم الدين}[المعارج: ٢٦] الآيات، وعشر في الأحزاب:{إن المسلمين والمسلمات}[الأحزاب: ٣٥] إلى آخر الآية. فأتمهن كلهن، فكتب له براءة، قال تعالى:{وإبراهيم الذي وفى}[النجم: ٣٧](١). (١/ ٥٨١)
٣٦١٨ - عن عكرمة مولى ابن عباس، نحوه (٢). (ز)
٣٦١٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق قتادة- {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات}، قال: مِنهُنَّ مَناسِكُ الحج (٣). (١/ ٥٨١)
٣٦٢٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: الكلمات: {إني جاعلك للناس إمامًا}، و {وإذ يرفع إبراهيم القواعد}، والآيات في شأن المنسَك، والمقام الذي جُعِل لإبراهيم، والرزق الذي رزق ساكنو البيت، وبَعْث محمد في ذريتهما (٤). (١/ ٥٨١)
٣٦٢١ - عن أبي الجَلْد [جَيْلان بن فَرْوَة]-من طريق مَطَر- قال: ابتُلِي إبراهيم بعشرة أشياء، هُنَّ في الإنسان سُنَّة: الاستنشاق، وقَصُّ الشّارِب، والسِّواك، ونَتْف الإبط، وقَلْمُ الأَظْفار، وغَسْلُ البَراجِم، والخِتان، وحَلْقُ العانة، وغَسْلُ الدُّبُرِ والفَرْج (٥)[٤٨٢]. (١/ ٥٨١)
٣٦٢٢ - قال سعيد بن جبير: هو قول إبراهيم وإسماعيل إذ يرفعان البيت: {ربنا تقبل منا} الآية [البقرة: ١٢٧]، فرَفَعاها بسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر (٦). (ز)
[٤٨٢] علَّقَ ابن عطية (١/ ٣٤٠ - ٣٤١) على مضمون أثر ابن عباس، وأبي الجَلْد، وقتادة، وما شابهها من الآثار بقوله: «وهذا أقوى الأقوال في تفسير هذه الآية، وعلى هذه الأقوال كلها فإبراهيم - عليه السلام - هو الذي أتم».