للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٦٢٨ - عن عامر الشعبي -من طريق يونس بن أبي إسحاق- {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات}، قال: مِنهُنَّ الخِتان (١). (١/ ٥٨٢)

٣٦٢٩ - عن الحسن البصري -من طريق أبي رجاء- قال: ابتلاه بالكوكب فرَضِي عنه، وابتلاه بالقمر فرَضِي عنه، وابتلاه بالشمس فرضي عنه، وابتلاه بالهجرة فرضي عنه، وابتلاه بالخِتان فرضي عنه، وابتلاه بابنه فرضي عنه (٢). (١/ ٥٨٢)

٣٦٣٠ - عن أبي صالح [باذام]-من طريق إسماعيل بن أبي خالد- في قوله: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات}، قال: منهن {إني جاعلك للناس إماما}، ومنهن آيات النسك {وإذْ يَرْفَعُ إبْراهِيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيْتِ} [البقرة: ١٢٧] (٣). (ز)

٣٦٣١ - عن قتادة بن دِعامة -من طريق أبي هلال- في قوله: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات}، قال: ابتلاه: أمَرَه بالخِتان، وحَلْقِ العانَة، وغَسْلِ القُبُل والدُّبُر، والسِّواك، وقَصِّ الشّارِب، وتَقْلِيم الأَظافِر، ونَتْفِ الإبط. قال أبو هلال: ونسيت خصلة (٤). (ز)

٣٦٣٢ - عن قتادة بن دِعامة: إنّ الله ابتلى إبراهيم بالمناسك (٥). (ز)

٣٦٣٣ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط-: الكلمات التي ابتلى بهن إبراهيم ربه: {رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إنَّكَ أنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ رَبَّنا واجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ومِن ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} إلى {وابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنهُمْ} (٦) [البقرة: ١٢٧ - ١٢٩]. (ز)

٣٦٣٤ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن}، فالكلمات: {إني جاعلك للناس إمامًا}، وقوله: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس}، وقوله: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}، وقوله: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل} الآية، وقوله: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد} الآية. قال: فذلك كله من الكلمات التي ابتُلِيَ بِهِنَّ إبراهيم (٧) [٤٨٤]. (ز)


[٤٨٤] ذَهَبَ ابن جرير (٢/ ٥٠٦ - ٥٠٨ بتصرف) إلى أنّ الكلمات التي ابتُلي بها إبراهيم - عليه السلام - تشمل جميع ما ذُكِرَ؛ لدلالةِ سيرةِ إبراهيم - عليه السلام -، وشهادةِ أقوالِ السّلفِ بذلك، ولم يَرِد دليلٌ قاطع بتعيين شيء منها بعينه دون شيء، فقال: «والصواب من القول في ذلك عندنا أن يُقال: إنّ الله - عز وجل - أخبر عباده أنّه اختبر إبراهيم خليله بكلمات أوحاهُنَّ إليه، وأمره أن يعمل بهن فأتمهن، وجائزٌ أن تكون تلك الكلمات جميعَ ما ذكره من ذكرنا قوله في تأويل الكلمات، وجائز أن تكون بعضه؛ لأن إبراهيم -صلوات الله عليه- قد كان امْتُحِنَ فيما بَلَغَنا بكل ذلك، فعَمِل به، وقام فيه بطاعة الله وأَمْرِه الواجب عليه فيه، وإذ كان ذلك كذلك فغيرُ جائز لأحد أن يقول: عنى الله بالكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم شيئًا من ذلك بعينه دون شيء، ولا عنى به كل ذلك، إلا بحجة يجب التسليم لها؛ من خبر عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو إجماع من الحجة، ولم يصح في شيء من ذلك خبر عن الرسول بنقل الواحد، ولا بنقل الجماعة التي يجب التسليم لِما نقلته».
ثم جوَّز ابنُ جرير (٢/ ٥٠٨) قولَ مَن قال: إنّ الله - عز وجل - ابتلى إبراهيم - عليه السلام - بقوله: {إني جاعلك للناس إمامًا}، وبمناسك الحج. لدلالة النّظائر القرآنيّة، فقال: «ولو قال قائل في ذلك: إنّ الذي قاله مجاهد، وأبو صالح، والربيع بن أنس أوْلى بالصواب من القول الذي قاله غيرهم؛ كان مذهبًا؛ لأن قوله: {إني جاعلك للناس إماما}، وقوله: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين} وسائر الآيات التي هي نظير ذلك كالبيان عن الكلمات التي ذكر الله أنه ابتلي بهن إبراهيم».
وذَهَبَ ابنُ كثير (٢/ ٥٥) إلى ما ذهب إليه ابن جرير من ترجيح العموم، واسْتَدْرَكَ عليه ترجيحَه قول مجاهد ومَن وافقه؛ لمخالفته السياق، فقال: «الذي قاله أوَّلًا مِن أنّ الكلمات تشمل جميع ما ذُكِرَ أقوى مِن هذا الذي جوَّزه من قول مجاهد ومَن قال مثله؛ لأنّ السياق يعطي غير ما قالوه».

<<  <  ج: ص:  >  >>