ثم جوَّز ابنُ جرير (٢/ ٥٠٨) قولَ مَن قال: إنّ الله - عز وجل - ابتلى إبراهيم - عليه السلام - بقوله: {إني جاعلك للناس إمامًا}، وبمناسك الحج. لدلالة النّظائر القرآنيّة، فقال: «ولو قال قائل في ذلك: إنّ الذي قاله مجاهد، وأبو صالح، والربيع بن أنس أوْلى بالصواب من القول الذي قاله غيرهم؛ كان مذهبًا؛ لأن قوله: {إني جاعلك للناس إماما}، وقوله: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين} وسائر الآيات التي هي نظير ذلك كالبيان عن الكلمات التي ذكر الله أنه ابتلي بهن إبراهيم». وذَهَبَ ابنُ كثير (٢/ ٥٥) إلى ما ذهب إليه ابن جرير من ترجيح العموم، واسْتَدْرَكَ عليه ترجيحَه قول مجاهد ومَن وافقه؛ لمخالفته السياق، فقال: «الذي قاله أوَّلًا مِن أنّ الكلمات تشمل جميع ما ذُكِرَ أقوى مِن هذا الذي جوَّزه من قول مجاهد ومَن قال مثله؛ لأنّ السياق يعطي غير ما قالوه».