للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٧٢٢٢ - قال علي بن أبي طالب: كل مطيع يُكال له كيلًا، ويوزن له وزنًا، إلا الصابرون، فإنه يُحثى لهم حثْيًا (١). (ز)

٦٧٢٢٣ - عن علي بن الحسين -من طريق أبي حمزة الثُّمالِيّ- قال: إذا جمع اللهُ الأولين والآخرين يُنادي منادٍ: أين الصابرون؛ ليدخلوا الجنة قبل الحساب؟ قال: فيقوم عنق مِن الناس، فتلقاهم الملائكة، فيقولون: إلي أين، يا بني آدم؟ فيقولون: إلى الجنة. قالوا: وقبل الحساب؟ قالوا: نعم. قالوا: ومن أنتم؟ قالوا: الصابرون. قالوا: وما كان صبْرُكم؟ قالوا: صَبَرنا على طاعة الله، وصَبَرنا [عن] معصية الله، حتى توفّانا الله. قالوا: أنتم كما قلتم، ادخلوا الجنة، فنِعم أجر العاملين (٢). (ز)

٦٧٢٢٤ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {إنَّما يُوَفّى الصّابِرُونَ أجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ}، قال: لا، واللهِ، ما هناك مكيال ولا ميزان (٣) [٥٦١٥]. (١٢/ ٦٣٨)

٦٧٢٢٥ - عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق أسباط- {إنَّما يُوَفّى الصّابِرُونَ أجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ}، قال: في الجنة (٤). (ز)


[٥٦١٥] أفادت الآثارُ أنّ معنى قوله تعالى: {بِغَيْرِ حِسابٍ}: «أن أجور الصابرين توفّى بغير حصر ولا عدٍّ، بل جزافًا».
ثم علَّق عليه ابنُ عطية (٧/ ٣٨١ - ٣٨٢) بقوله: «وهذه استعارة للكثرة التي لا تُحصى ... وإلى هذا التأويل ذهب جمهور المفسرين، حتى قال قتادة: ما ثَمَّ -واللهِ- مكيال ولا ميزان، وفي بعض الحديث أنه لما نزلت: {واللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ} [البقرة: ٢٦١] قال -عليه الصلاة والسلام-: «اللهم، زِدْ أُمَّتي». فنزلت: {فَيُضاعِفَهُ لَهُ أضْعافًا كَثِيرَةً} [البقرة: ٢٤٥]، فقال: «اللهم، زِدْ أُمَّتي». فنزلت هذه الآية، فقال: «رضيتُ، يا رب»». ثم ذكر (٧/ ٣٨١) احتمالًا آخر في معنى الآية: «أن الصابر يوفّى أجره، ثم لا يحاسب عن النعيم، ولا يُتابَع بذنوب». ثم وجَّهه بقوله: «فيقع {الصّابِرُونَ} في هذه الآية على الجماعة التي ذكرها النبي -عليه الصلاة والسلام- أنها تدخل الجنة بغير حساب، وفي قوله: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب، الذين لا يتطيَّرون ولا يَكْتَوُون ولا يَسْتَرْقُون، وعلى ربهم يتوكلون، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر ... » الحديثَ على اختلاف ترتيباته».

<<  <  ج: ص:  >  >>