للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيها. فعجب عمر من قوله (١). (١٢/ ٦٦٥)

٦٧٤٣٨ - عن عبد الله بن عباس، في قوله: {اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ} الآية، قال: نفْسٌ وروح بينهما مثل شعاع الشمس، فيتوفى الله النفسَ في منامه، ويدع الروحَ في جوفه يتقلّب ويعيش، فإن بدا لله أن يقبضه قبض الروح فمات، وإن أخَّر أجَله ردّ النَّفْس إلى مكانها من جوفه (٢) [٥٦٣٥]. (١٢/ ٦٦٤)

٦٧٤٣٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبير- في قوله: {اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ} الآية، قال: تلتقي أرواحُ الأحياء وأرواحُ الأموات في المنام، فيتساءلون بينهم ما شاء الله، ثم يُمسك الله أرواحَ الأموات، ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها {إلى أجَلٍ مُسَمًّى} لا يَغْلَط بشيء منها، فذلك قوله: {إنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (٣). (١٢/ ٦٦٤)

٦٧٤٤٠ - عن عبد الله بن عباس، في قوله: {اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها} الآية، قال: كل نفسٍ لها سَبَبٌ تجري فيه، فإذا قَضى عليها الموتَ نامت حتى ينقطع


[٥٦٣٥] أفاد أثرُ ابنِ عباس التفرقة بين النفس والروح، وقد انتقده ابنُ عطية (٧/ ٣٩٨) قائلًا: «وكثَّرت فرقة في هذه الآية وهذا المعنى، ففرَّقت بين النَّفْس والروح، وفرَّق قومٌ أيضًا بين نفس التمييز ونفس التَّخَيُّل، إلى غير ذلك من الأقوال التي هي غلبة ظن ... فظاهرٌ أن التفصيل والخوض في هذا كله عناء، وإن كان قد تعرَّض للقول في هذا ونحوه الأئمة، ذكر الثعلبي وغيره، عن ابن عباس أنه قال: ... » وذكر معنى قول ابن عباس.
ثم رجَّح -مستندًا إلى القرآن، والسنة- عدم التفريق بينهما قائلًا: «وحقيقة الأمر في هذا هي مما استأثر الله -تبارك وتعالى- به، وغيَّبَه عن عباده في قوله سبحانه: {قُلِ الرُّوحُ مِن أمْرِ رَبِّي} [الإسراء: ٨٥]، ويكفيك أن في هذه الآية: {يَتَوَفّى الأَنْفُسَ}، وفي الحديث الصحيح: أن الله قَبَضَ أرواحنا حين شاء، وردَّها علينا حين شاء. في حديث بلال في الوادي، فقد نطقت الشريعة بقبض الرُّوح والنفس في النوم، وقد قال الله تعالى: {قُلِ الرُّوحُ مِن أمْرِ رَبِّي} [الإسراء: ٨٥]».

<<  <  ج: ص:  >  >>