للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٨٥٨ - والحسن البصري، نحوه مختصرًا (١). (ز)

٣٨٥٩ - عن علي بن أبي طالب -من طريق بِشْر بن عاصم، عن [أبي محمد] سعيد بن المُسَيّب- قال: أقبل إبراهيم من أرْمِينْيَةَ ومعه السكينة تَدُلُّه على موضع البيت، كما تتبوأ العنكبوتُ بيتها، فحَفَر من تحت السَّكِينَة، فأبدى عن قواعد البيت ما يحرك القاعدة منها دون ثلاثين رجلًا. قلُت: يا أبا محمد، فإن الله يقول: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت}؟ قال: كان ذلك بعدُ (٢). (١/ ٦٦١)

٣٨٦٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل}، قال: قاما يرفعان القواعد من البيت، ويقولان: {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم}. قال: وإسماعيل يحمل الحجارة على رقبته، والشيخ يبني (٣). (ز)

٣٨٦١ - عن سعيد بن جبير أنَّه قال: سَلُوني، يا معشر الشباب، فإنِّي قد أوشكت أن أذهب من بين أظْهُرِكم. فأكثرَ الناس مسألته، فقال له رجل: أصلحك الله، أرأيت المقام؟ أهو كما نتحدث؟ قال: وماذا كنتَ تتحدثُ؟ قال: كنا نقول: إن إبراهيم حين جاء عَرَضت عليه امرأةُ إسماعيلَ النزولَ، فأبى أن ينزل، فجاءت بهذا الحجر. فقال: ليس كذلك. فقال سعيد بن جبير: قال ابن عباس: إنّ أول ما اتخذ النساءُ المناطِق (٤) من قِبَل أُمِّ إسماعيل، اتخذت مِنطَقًا لِتُعَفِّيَ أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي تُرضعه حتى وضعهما عند البيت، عند دَوْحَة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جِرابًا فيه تمر، وسِقاء فيه ماء، ثم قَفّى إبراهيمُ مُنطلقًا، فتبعته أمُّ إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس


(١) تفسير البغوي ٢/ ٧٠.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٩٠٩٨)، والأزرقي ١/ ٢٩، وابن جرير ٢/ ٥٥٥، وابن المنذر ١/ ٢٩٨، وابن أبي حاتم ١/ ٢٣٢، والحاكم ٢/ ٢٦٧. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر. وعند عبد الرزاق بلفظ: فرَفَعُوا عن أحجار؛ الحجرُ يُطِيقُهُ، أو قال: لا يُطِيقُهُ ثلاثونَ رجلًا.
(٣) أخرجه ابن جرير ٢/ ٥٥٧.
(٤) المناطق: جمع المِنطق، والنطاق، وهو أن تلبس المرأة ثوبها ثم تشد وسطها وترفع وسط ثوبها وترسله على الأسفل عند معاناة الأشغال لئلا تعثر في ذيلها. النهاية ٥/ ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>