للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا بناء آدم حتى بناه إبراهيم بعده (١) [٥٠٨]. (١/ ٦٦١)

٣٨٩٢ - عن عطاء بن أبي رباح -من طريق هارون بن عنترة- قال: وجَدُوا بمكة حجرًا مكتوبًا فيه: إنِّي أنا الله ذو بَكَّة، بنيته يوم صُغْتُ الشمس والقمر، وحَفَفْتُه بسبعة أملاك حنفاء (٢). (ز)

٣٨٩٣ - عن عطاء بن أبي رباح، قال: لَمّا بنى ابنُ الزبير الكعبةَ أمَر العُمّال أن يَبْلُغُوا في الأرض، فَبَلَغُوا صَخْرًا أمْثال الإبِل الخَلِفِ (٣)، قال: زِيدُوا، فاحفروا. فلما زادوا بَلَغُوا هَواءً من نارٍ يَلْقاهم، فقال: ما لكم؟ قالوا: لسنا نستطيع أن نزيد؛ رأينا أمرًا عظيمًا. فقال لهم: ابنوا عليه. قال عطاء: يَرَوْن أنّ ذلك الصخر مما بَنى آدمُ - عليه السلام - (٤). (١/ ٦٧٣)

٣٨٩٤ - عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد بن مَعْقِل- قال: لَمّا تاب الله على آدم أمَرَه أن يسير إلى مكة، فطَوى له المَفاوِز والأرض، فصار كل مَفازَة يَمُرُّ بها خَطْوَة، وقَبَضَ له ما كان فيها من مَخاضٍ أو بَحْر، فجعله له خطوة، فلم يضع قدمه في شيء من الأرض إلا صار عمرانًا وبركة حتى انتهى إلى مكة، وكان قبل ذلك قد اشْتَدَّ بكاؤُه وحزنه لِما كان به من عِظَم المصيبة، حتى إن كانت الملائكةُ لَتَبْكِي لِبُكائه، وتحزَنُ لحزنه، فعَزّاه الله بخيمة من خيام الجنة، وضعها له بمكة في موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة، وتلك الخيمة ياقوتة حمراء من يواقيت الجنة، فيها ثلاثةُ قناديل من ذهب، فيها نور يَلْتَهِب من نور الجنة، ونزل معها يومئذ الرُّكْن، وهو يومئذٍ ياقوتةٌ بيضاء من رَبَضِ الجنة، وكان كُرْسِيًّا لآدم يجلس عليه، فلما صار آدم بمكة حرسه الله، وحرس له تلك الخيمة بالملائكة، كانوا يحرسونها، ويَذُودُون عنها سكان الأرض، وساكنها يومئذ الجن والشياطين، ولا ينبغي لهم أن ينظروا إلى شيء من الجنة؛ لأنّه مَن نَظَر إلى شيء من الجنة وجَبَت له، والأرض يومئذ طاهرة


[٥٠٨] علَّقَ ابن كثير (٢/ ٨٤) على أثر عطاء هذا بقوله: «هذا صحيح إلى عطاء، ولكن في بعضه نكارة».

<<  <  ج: ص:  >  >>