[٥٧٣٦] اختُلف في قوله: {وقَدَّر فيها أقواتها} على أقوال: الأول: قدّر أرزاق أهلها. الثاني: قدّر فيها مصالحها من جبالها وبحارها وأنهارها وشجرها ودوابها. الثالث: قدّر فيها أقواتها من المطر. الرابع: قدّر في كل بلدة منها ما لم يجعله في الأخرى ليعيش بعضهم من بعض بالتجارة من بلد إلى بلد. ورجَّح ابنُ جرير (٢٠/ ٣٨٨) العموم، فقال: «والصواب من القول في ذلك أن يُقال: إن الله تعالى أخبر أنه قدّر في الأرض أقوات أهلها، وذلك ما يَقوتهم من الغذاء، ويُصلحهم من المعاش، ولم يخصّص -جلّ ثناؤه- بقوله: {وقدر فيها أقواتها} أنه قدّر فيها قوتًا دون قوت، بل عمَّ الخبر عن تقديره فيها جميع الأقوات، ومما يقوت أهلها ما لا يصلحهم غيره من الغذاء، وذلك لا يكون إلا بالمطر، والتصرف في البلاد لما خصّ به بعضًا دون بعض، ومما أخرج من الجبال من الجواهر، ومن البحر من المآكل والحلي، ولا قول في ذلك أصح مما قال -جلّ ثناؤه-: {وقدر فيها أقواتها} قدّر في الأرض أقوات أهلها؛ لما وصفنا من العلة». وذكر ابنُ عطية (٧/ ٤٦٦) أن القول الأخير الذي قاله مجاهد من طريق خُصَيف، وعكرمة، والضحاك، والكلبي، والثوري، نحو القول الأول، إلا أنه بوجه أعمّ منه.