للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأخبر الله ما يَصْنع به، وما يَصْنع بأُمّته (١). (١٣/ ٣١٦)

٧٠٤٢٤ - عن عطية العَوفيّ، في قوله: {وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ}، قال: هل يُترَك بمكة أو يخرج منها؟ (٢). (١٣/ ٣١٣)

٧٠٤٢٥ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ}، قال: ثم دَرى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك ما يُفعَل به بقوله: {إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ} [الفتح: ١ - ٢] (٣). (١٣/ ٣١٥)

٧٠٤٢٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ}، قال: قد بيّن له أنه قد غُفِر مِن ذنبه ما تقدّم وما تأخّر (٤). (ز)

٧٠٤٢٧ - قال محمد بن السّائِب الكلبي: {وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} إنّ النبي قال: «لقد رأيتُ في منامي أرضًا أخرج إليها من مكة». فلما اشتدّ البلاء على أصحابه بمكة قالوا: يا نبي الله، حتى متى نلقى هذا البلاء، ومتى نخرج إلى الأرض حتى أُريت؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما أدري ما يُفعل بي ولا بكم، أنموت بمكة أم نَخرج منها؟» (٥). (ز)

٧٠٤٢٨ - قال مقاتل بن سليمان: {وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} أيرحمني وإياكم، أو يعذّبني وإياكم؟ (٧) [٥٩٦٦]. (ز)

٧٠٤٢٩ - عن سفيان -من طريق حسين بن علي الجعفي- {وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ}، قال: يرون أنها نزلت قبل الفتح (٧). (ز)


[٥٩٦٦] اختُلف في قوله: {ما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} على أقوال: الأول: أن المعنى: في الآخرة، وكان هذا في صدر الإسلام، ثم بعد ذلك عرّفه الله تعالى بأنه قد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر، وبأن المؤمنين لهم من الله فضل كبير وهو الجنة، وبأن الكافرين في نار جهنم. الثاني: أنه - صلى الله عليه وسلم - أُمر أن يقول هذا في أمرٍ كان ينتظره مِن الله في غير الثواب والعقاب. الثالث: أن معنى الآية: لا أدري ما أؤمر به، ولا ما تؤمرون به. الرابع: أن المعنى: ما أدري ما يُفعل بي ولا بكم في الدنيا مِن أن أُنصر عليكم أو من أن تُمكّنوا مني.
ورجَّح ابن جرير (٢١/ ١٢٣ - ١٢٤) -مستندًا إلى السياق- القولَ الأخير الذي قاله الحسن من طريق أبي بكر الهذلي.
وانتقد -مستندًا لمخالفته الدلالة العقلية- القول الأول، فقال: «لأن الخطاب من مبتدأ هذه السورة إلى هذه الآية، والخبر خرج من الله - عز وجل - خطابًا للمشركين، وخبرًا عنهم، وتوبيخًا لهم، واحتجاجًا من الله -تعالى ذكره- لنبيّه - صلى الله عليه وسلم -؛ فإذا كان ذلك كذلك فمعلوم أن هذه الآية أيضًا سبيلها سبيل ما قبلها وما بعدها في أنها احتجاج عليهم، وتوبيخ لهم، أو خبر عنهم. وإذا كان ذلك كذلك فمحال أن يقال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: قل للمشركين: ما أدري ما يُفعل بي ولا بكم في الآخرة. وآيات كتاب الله - عز وجل - في تنزيله ووحيه إليه متتابعة بأن المشركين في النار مُخلّدون، والمؤمنون به في الجنان مُنعَّمون، وبذلك يُرهبهم مرة، ويرغّبهم أخرى، ولو قال لهم ذلك لقالوا له: فعلام نتّبعك إذن وأنت لا تدري إلى أيِّ حال تصير غدًا في القيامة؛ إلى خفْض ودَعة، أم إلى شدّة وعذاب! وإنما اتّباعنا إياك إن اتبعناك، وتصديقنا بما تدعونا إليه، رغبة في نعمة، وكرامة نصيبها، أو رهبة من عقوبة، وعذاب نهرب منه».
وعلَّق ابنُ كثير (١٣/ ٩) على القول الأخير بقوله: «هذا القول هو الذي عوّل عليه ابن جرير، وأنه لا يجوز غيره، ولا شكّ أن هذا هو اللائق به - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنه بالنسبة إلى الآخرة جازم أنه يصير إلى الجنة هو ومن اتّبعه، وأما في الدنيا فلم يدرِ ما كان يؤول إليه أمره وأمر مشركي قريش إلى ماذا: أيؤمنون أم يكفرون، فيُعذَّبون فيُستَأصلون بكفرهم؟».

<<  <  ج: ص:  >  >>