للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عُجِّلت لهم طيّباتهم في حياتهم الدّنيا» (١). (ز)

٧٠٥٥٨ - عن ثوبان، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر كان آخر عهده بإنسان مِن أهله فاطمة، وأول مَن يدخل عليه إذا قدم فاطمة، فقدم مِن غَزاة له، فأتاها، فإذا بِمِسْحٍ على بابها، ورأى على الحسن والحسين قُلْبَيْنِ (٢) من فضة، فرجع، ولم يدخل عليها، فلما رأتْ ذلك فاطمةُ ظنّتْ أنه لم يدخل عليهما مِن أجل ما رأى، فهتكت السّتر، ونزعت القُلْبين من الصّبيّين، فقطعتْهما، فبكى الصّبيان، فقسمته بينهما، فانطلقا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهما يبكيان، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهما، فقال: «يا ثوبان، اذهب بهذا إلى بني فلان -أهل بيت بالمدينة-، واشترِ لفاطمة قِلادة من عَصَبٍ (٣) وسوارين من عاج؛ فإنّ هؤلاء أهل بيتي، ولا أحبّ أن يأكلوا طيّباتهم في حياتهم الدنيا» (٤). (١٣/ ٣٣٤)

٧٠٥٥٩ - عن ابن عمر: أنّ عمر رأى في يد جابر بن عبد الله دِرهمًا، فقال: ما هذا الدّرهم؟ قال: أريد أن أشتري به لحمًا لأهلي، قَرِموا إليه (٥). فقال: أكلما اشتهيتم شيئًا اشتريتموه؟! أين تذهب عنكم هذه الآية: {أذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا واسْتَمْتَعْتُمْ بِها} (٦). (١٣/ ٣٣٠)

٧٠٥٦٠ - عن جابر بن عبد الله، قال: رآني عمر وأنا مُعَلِّقٌ لحمًا، فقال: يا جابر،


(١) أخرجه البخاري ٣/ ١٣٣ (٢٤٦٨)، ومسلم ٢/ ١١٠٥ - ١١٠٧ (١٤٧٩) كلاهما مطولًا، والثعلبي ٩/ ١٤ - ١٥.
(٢) القُلْب: السِوار. النهاية (قلب).
(٣) العَصَب -بفتح الصاد-: وهي أطناب مفاصل الحيوانات، وهو شيءٌ مُدَوَّر، فيحتمل أنهم كانوا يأخذون عَصَب بعض الحيوانات الطاهرة، فيقطعونه، ويجعلونه شبه الخرز، فإذا يبس يتخذون منه القلائد، وإذا جاز وأمكن أن يُتَّخذ مِن عظام السلحفاة وغيرها الأسْورةُ جاز، وأمكن أن يُتَّخذ من عَصَب أشباهها خَرر تُنظم منه القلائد. النهاية (عصب).
(٤) أخرجه أحمد ٣٧/ ٤٦ (٢٢٣٦٣)، وأبو داود ٦/ ٢٧٣ - ٢٧٤ (٤٢١٣)، والثعلبي ٩/ ١٣ - ١٤، من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جحادة، عن حميد الشامي، عن سليمان المنبهي، عن ثوبان به.
قال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٣/ ١٧٤٨ (٣٩٥٦): «رواه حميد الشامي، عن سليمان المنبهي، عن ثوبان. وحميد هذا إنما أنكر عليه هذا الحديث، وهو حديثه، ولا أعلم له غيره. وسئل عنه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين فلم يعرفاه». وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية ٢/ ٣١٥ (١٣٣٦): «هذا حديث لا يصح».
(٥) القَرَمُ -بالتحريك-: شدة الشهوة إلى اللحم. لسان العرب (قرم).
(٦) أخرجه الحاكم ٢/ ٤٥٥، والبيهقي في شعب الإيمان (٥٦٧٢). وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>