للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما هذا؟ قلت: لحم اشتريته بدرهم لنسْوة عندي قَرِمنَ إليه. فقال: أما يشتهي أحدُكم شيئًا إلا صنعه؟! أما يجد أحدكم أن يطوي بطنه لجاره وابن عمّه؟! أين تذهب هذه الآية: {أذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا}؟! قال: فما انفلتُّ منه حتى كدتُ ألا أنفلتَ (١). (١٣/ ٣٣٢)

٧٠٥٦١ - عن الأعمش، قال: عن بعض أصحابه، قال: مرَّ جابر بن عبد الله متعلّقًا لحمًا على عمر، فقال: ما هذا، يا جابر؟ قال: هذا لحمٌ اشتهيتُه اشتريتُه. قال: وكلّما اشتهيتَ شيئًا اشتريته؟! أما تخشى أن تكون من أهل هذه الآية: {أذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا}؟! (٢). (١٣/ ٣٣٠)

٧٠٥٦٢ - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: قدم على عمر ناسٌ مِن العراق، فرأى كأنهم يأكلون تعذيرًا (٣)، فقال: يا أهل العراق، لو شئتُ أن يُدَهْمَق (٤) لي كما يُدَهْمَق لكم لفعلتُ، ولكنّا نستبقي مِن دنيانا، نجده في آخرتنا، أما سمعتم الله يقول لقوم: {أذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا} الآية؟! (٥). (١٣/ ٣٣١)

٧٠٥٦٣ - عن الحسن، قال: قدِم وفدُ أهل البصرة على عمر مع أبي موسى الأشعري، فكان له في كل يوم خُبز يُلتّ، فربما وافقناها مأْدُومة بزيت، وربما وافقناها مأْدُومة بسمْن، وربما وافقناها مأْدُومة بلبن، وربما وافقناها القدائد اليابسة قد دُّقت ثم أغلي بها، وربما وافقناها اللحم الغَرِيض (٦)، وهو قليل. قال: وقال لنا عمر: إني -واللهِ- لقد أرى تعذيركم وكراهيتكم طعامي، أما -واللهِ- لو شئتُ لكنت أطيبكم طعامًا، وأرقّكم عيْشًا، أما -واللهِ- ما أجهل عن كَراكِر (٧) وأسْنِمة، وعن صَلىً (٨) وصِناب (٩) وسَلائق (١٠)، ولكني وجدت اللهَ عيَّر قومًا بأمرٍ فعلوه، فقال:


(١) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(٢) أخرجه أحمد في الزهد ص ١٢٣، ١٢٤. وأخرج عبد الرزاق في تفسيره ٣/ ١٩٨ قول عمر الأول عن قتادة.
(٣) تعذيرًا: يبالغون في الأكل.
(٤) أي: يُليَّن لي الطعامُ ويُجوَّد. النهاية (دهمق).
(٥) أخرجه أبو نعيم ١/ ٤٩.
(٦) الغَرِيض: الطَّري من اللحم والماء واللبن والتمر. لسان العرب (غرض).
(٧) زَوْرُ البَعير الذي إذا برَكَ أصاب الأرض، وهي ناتئة عن جسمه كالقُرْصَةِ، وجمعها: كَراكِر. النهاية (كركر).
(٨) يقال صَلَيْتُ اللحم- بالتخفيف-: شَوَيْته، فهو مَصْلِيّ. النهاية (صلا).
(٩) الصِّناب: الخَرْدَل المعمول بالزَّيت، وهو صِباغٌ يُؤْتَدَم به. النهاية (صنب).
(١٠) وهو كل ما سُلِقَ مِن البُقول وغيرها. النهاية (صلق).

<<  <  ج: ص:  >  >>