للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هَدْيُنا. وعكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحُدَيبية، وردّ رجلين من المسلمين خرجا، فبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قول رجال من أصحابه: إنّ هذا ليس بفتح. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بئس الكلام، هذا أعظم الفتح؛ لقد رضي المشركون أن يدفعوكم بالرّاحِ عن بلادهم، ويسألوكم القَضِيَّةَ، ويرغبون إليكم في الأمان، وقد كرهوا منكم ما رأَوا، وقد أظفركم الله عليهم، وردّكم سالمين غانمين مأجورين، فهذا أعظم الفتح، أنسيتم يوم أُحد إذ تُصعِدون ولا تَلْوُون على أحد وأنا أدعوكم في أخراكم؟! أنسيتم يوم الأحزاب {إذْ جاءُوكُمْ مِن فَوْقِكُمْ ومِن أسْفَلَ مِنكُمْ وإذْ زاغَتِ الأَبْصارُ وبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَناجِرَ وتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونا} [الأحزاب: ١٠]؟!». قال المسلمون: صدق اللهُ ورسولُه، هو أعظم الفتوح، واللهِ، يا نبي الله، ما فكّرنا فيما فكّرتَ فيه، ولأنت أعلم بالله وبالأمور مِنّا. فأنزل الله سورة الفتح (١). (ز)

٧١٠٥٩ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}، قال: نزلت عام الحُدَيبية، المنْحَر الذي بالحُدَيبية، وحلْقه رأسه (٢). (١٣/ ٤٦٠)

٧١٠٦٠ - عن عامر الشعبي، أنّ رجلًا سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يوم الحُدَيبية: أفتحٌ هذا؟ قال: وأُنزلت عليه: {إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}. فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «نعم، عظيم». قال: وكان فصْل ما بين الهجرتين فتح الحُدَيبية، قال: {لا يَسْتَوِي مِنكُمْ مَن أنْفَقَ مِن قَبْلِ الفَتْحِ وقاتَلَ} [الحديد: ١٠] (٣). (١٣/ ٤٦١)

٧١٠٦١ - عن عامر الشعبي -من طريق مغيرة- في قوله: {إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}، قال: نزلت في الحُدَيبية، وأصاب في تلك الغزوة ما لم يُصَب في غزوة؛ أصاب أن بويع بيعة الرضوان فتح الحُدَيبية، وغُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وبايعوا بيعة الرضوان، وأُطعموا نخيل خَيْبَر، وبلغ الهَدْي محِلّه، وظهرت الرومُ على فارس، وفرح المؤمنون بتصديق كتاب الله وظهور أهل الكتاب على المجوس (٤) (٥). (١٣/ ٤٥٩)


(١) أخرجه البيهقي في الدلائل ٤/ ١٦٠ مرسلًا.
(٢) تفسير مجاهد ص ٦٠٧، وأخرجه ابن جرير ٢١/ ٢٣٨ - ٢٣٩ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.
(٣) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد مرسلًا.
(٤) عند ابن جرير: وفرح المؤمنون بتصديق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبظهور الروم على فارس.
(٥) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٢٢٥، وسعيد بن منصور -كما في الفتح ٧/ ٤٤٢ - ، وابن جرير ٢١/ ٢٤٤، والبيهقي ٤/ ١٦٢ - ١٦٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>