للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧١٧٣٠ - عن محمد بن كعب القُرَظيّ، {بِئْسَ الِاسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإيمانِ}، قال: الرجل يكون على دينٍ من هذه الأديان، فيُسلم، فتدعوه بدينه الأول: يا يهودي، يا نصراني (١). (١٣/ ٥٦٤٦)

٧١٧٣١ - قال مقاتل بن سليمان: {بِئْسَ الِاسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإيمانِ}، يعني: بئس الاسم هذا، أن يُسمّيه باسم الكفر بعد الإيمان، يعني: بعد ما تاب وآمن بالله تعالى (٢) [٦٠٩٩]. (ز)

٧١٧٣٢ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- وقرأ: {بِئْسَ الِاسْمُ الفُسُوقُ}، قال: بئس الاسم الفسوق حين تُسمّيه بالفسق بعد الإسلام، وهو على الإسلام. قال: وأهل هذا الرأي هم المعتزلة، قالوا: لا نكفّره كما كفّره أهل الأهواء، ولا نقول له: مؤمن كما قالت الجماعة، ولكنّا نُسمّيه باسمه إن كان سارقًا فهو سارق، وإن كان خائنًا سمَّوه خائنًا، وإن كان زانيًا سمَّوه زانيًا. قال: فاعتزلوا


[٦٠٩٩] قال ابنُ عطية (٨/ ١٨): «قوله تعالى: {بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان} يحتمل معنيين: أحدهما: بئس اسم تكتسبونه بعصيانكم ونبزكم بالألقاب فتكونون فُسّاقًا بالمعصية بعد إيمانكم. والثاني: بئس ما يقول الرجل لأخيه: يا فاسق بعد إيمانه».
وذهب ابنُ جرير (٢١/ ٣٧٢)، وابنُ تيمية (٦/ ٧٥) إلى المعنى الأول الذي ذكره ابن عطية استنادًا إلى السياق.
وانتَقَدَ ابنُ تيمية (٣/ ٩) المعنى الثاني لدلالة القرآن، والسنة، فقال: «قيل: معناه: لا تسمّيه فاسقًا ولا كافرًا بعد إيمانه. وهذا ضعيف، بل المراد: بئس الاسم أن تكونوا فُسّاقًا بعد إيمانكم، كما قال تعالى في الذي كذب: {إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا} فسمّاه فاسقًا، وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «سِباب المسلم فسوق، وقِتاله كُفر». يقول: فإذا ساببتم المسلم وسخرتم منه ولمزتموه استحققتم أن تُسمّوا فُسّاقًا وقد قال في آية القذف: {ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون} [النور: ٤]. يقول: فإذا أتيتم بهذه الأمور التي تستحقّون بها أن تُسمّوا فُسّاقًا كنتم قد استحققتم اسم الفسوق بعد الإيمان، وإلا فهم في تنابزهم ما كانوا يقولون: فاسق، كافر، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة وبعضهم يُلَقِّب بعضًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>