وذهب ابنُ جرير (٢١/ ٣٧٢)، وابنُ تيمية (٦/ ٧٥) إلى المعنى الأول الذي ذكره ابن عطية استنادًا إلى السياق. وانتَقَدَ ابنُ تيمية (٣/ ٩) المعنى الثاني لدلالة القرآن، والسنة، فقال: «قيل: معناه: لا تسمّيه فاسقًا ولا كافرًا بعد إيمانه. وهذا ضعيف، بل المراد: بئس الاسم أن تكونوا فُسّاقًا بعد إيمانكم، كما قال تعالى في الذي كذب: {إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا} فسمّاه فاسقًا، وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «سِباب المسلم فسوق، وقِتاله كُفر». يقول: فإذا ساببتم المسلم وسخرتم منه ولمزتموه استحققتم أن تُسمّوا فُسّاقًا وقد قال في آية القذف: {ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون} [النور: ٤]. يقول: فإذا أتيتم بهذه الأمور التي تستحقّون بها أن تُسمّوا فُسّاقًا كنتم قد استحققتم اسم الفسوق بعد الإيمان، وإلا فهم في تنابزهم ما كانوا يقولون: فاسق، كافر، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة وبعضهم يُلَقِّب بعضًا».