للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٢٢٢٥ - عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أتاني جبريل، وفي يده مِرآة بيضاء، فيها نكتة سوداء، فقلت: ما هذه، يا جبريل؟ قال: هذه الجمعة، فُضِّلتَ بها أنت وأُمّتك، فالناس لكم فيها تَبَعٌ؛ اليهود والنصارى، ولكم فيها خير، وفيها ساعة لا يوافقها مؤمن يدعو الله بخير إلا استُجيب له، وهو عندنا يوم المزيد». قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «يا جبريل، وما يوم المزيد؟». قال: إنّ ربّك اتخذ في الفردوس واديًا أفيح، فيه كُثُب من مِسْك، فإذا كان يوم الجمعة أنزل الله ما شاء مِن الملائكة، وحوله منابر مِن نور عليها مقاعد النبيّين، وحَفَّ تلك المنابر بكراسي مِن ذهب مُكلّلة بالياقوت والزَّبَرْجد، عليها الشهداء والصِّدّيقون، ثم جاء أهل الجنّة فجلسوا من ورائهم على تلك الكُثُب، فيتجلّى لهم -تبارك وتعالى- حتى ينظروا إلى وجهه، ويقول الله: أنا ربكم، قد صَدَقْتكم وعدي، فسَلُوني أُعْطِكم. فيقولون: ربّنا، نسألك رضوانك. فيقول: قد رضيتُ عنكم، فسَلُوني. فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم. فيقول: لكم ما تمنيتم، ولديّ مزيد. فهم يُحبّون يوم الجمعة؛ لما يعطيهم فيه ربهم من الخير، وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش، وفيه خُلِق آدم، وفيه تقوم الساعة (١). (١٣/ ٦٤٥)

٧٢٢٢٦ - عن أنس بن مالك، قال: حدّثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «حدَّثني جبريل، قال: يدخل الرجل على الحَوْراء، فتستقبله بالمُعانقة والمصافحة، فبأي بَنانٍ تُعاطيه! لو أنّ بعض بنانها بدا لغلب ضوؤه ضوء الشمس والقمر، ولو أنّ طاقة مِن شعرها بدَتْ لملأتْ ما بين المشرق والمغرب مِن طِيب ريحها، فبينما هو متكئ معها على أريكته إذ أشرق عليه نور من فوقه، فيظنّ أنّ الله تعالى قد أشرف على خلْقه، فإذا


(١) أخرجه الشافعي في مسنده ٢/ ٣٤ - ٣٥ (٤٦١)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار ٤/ ٤٢٦ (٦٦٩٠)، وابن جرير ٢١/ ٤٥٧ - ٤٥٩ بنحوه.
قال المنذري في الترغيب ١/ ٢٨٠ - ٢٨١ (١٠٣٧): «رواه الطبراني في الأوسط، بإسناد جيد». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص ٢١١: «أخرجه الشافعي في المسند، والطبراني في الأوسط، وابن مردويه في التفسير بأسانيد ضعيفة مع اختلاف». وقال ابن كثير ١٣/ ٢٠٠: «هكذا أورده الإمام الشافعي في كتاب الجمعة من الأم، وله طرق عن أنس بن مالك، ?. وقد أورد ابن جرير هذا من رواية عثمان بن عمير، عن أنس بأبسط من هذا». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٢/ ٢٦٠ (١٤٦٨/ ٤): «رواه أبو يعلى أيضًا، بسند صحيح». وقال السيوطي: «طرق جيدة».

<<  <  ج: ص:  >  >>