للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٣٣٠٢ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- في قوله: {سِدْرَةِ المُنْتَهى}، قال: أول يوم من الآخرة وآخر يوم من الدنيا، فهو حيث ينتهي (١). (١٤/ ٢٦)

٧٣٣٠٣ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق يعلى- أنّه قيل له: لِمَ تُسمّى: سِدرة المنتهى؟ قال: لأنه ينتهي إليها كلُّ شيء مِن أمرِ الله، لا يعدوها (٢). (١٤/ ٢٥)

٧٣٣٠٤ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- {عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهى}، قال: إليها ينتهي كلُّ أحد خلا على سُنّة أحمد، فلذلك سُمّيت: المنتهى (٣). (ز)

٧٣٣٠٥ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- {سِدْرَةِ المُنْتَهى}، قال: السّدرة: شجرة يسير الرّاكب في ظِلّها مائة عام لا يقطعها، وإنّ ورقة منها غَشَتِ الأُمّة كلها (٤). (ز)

٧٣٣٠٦ - قال مقاتل بن سليمان: {عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهى} أغصانها اللؤلؤ والياقوت والزَّبَرْجد، وهي شجرة عن يمين العرش فوق السماء السابعة العليا ... وإنما سُمّيت: المنتهى؛ لأنها ينتهي إليها عِلْمُ كلِّ مَلك مخلوق، ولا يعلم ما وراءها أحدٌ إلا الله - عز وجل -، كلّ ورقة منها تُظِلُّ أُمّةً مِن الأمم، على كلّ ورقة منها مَلَك يذكرُ الله - عز وجل -، ولو أنّ ورقة منها وُضِعَت في الأرض لأضاءت لأهل الأرض نورًا، تحمل لهم الحُلل والثمار من جميع الألوان، ولو أنّ رجلًا ركب حِقَّةً فطاف على ساقها ما بلغ المكان الذي ركب منه حتى يقتله الهَرَم، وهي طوبى التي ذكر الله تعالى في كتابه: {طُوبى لَهُمْ وحُسْنُ مَآبٍ} [الرعد: ٢٩]، ينبع مِن ساق السّدرة عينان؛ أحدهما السلسبيل، والأخرى الكوثر، فينفجر من الكوثر أربعة أنهار، التي ذكر الله تعالى في سورة محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ الماء، واللبن، والعسل، والخمر (٥) [٦٢٧٦]. (ز)


[٦٢٧٦] اختُلِف في سبب تسمية «سدرة المنتهى» بهذا الاسم على أقوال: الأول: لأنه ينتهي إليها علمُ كل عالم. الثاني: لانتهاء ما يَهبِط من فوقها ويَصْعَدُ من تحتها من أمر الله إليها. الثالث: لأنه إليها ينتهي كل مَن كان على سُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنهاجه.
وعلَّق ابنُ عطية (٨/ ١١٣) على القول الثالث بقوله: «وهم المؤمنون حقًّا مِن كلّ جيل».
ورجَّح ابنُ جرير (٢٢/ ٣٥) جواز كلّ الأقوال دون القطع بقول منها لصحتها، وعدم دليل التعيين لواحد منها، فقال: «وجائزٌ أن يكون قيل لها: سدرة المنتهى؛ لانتهاء عِلْمِ كلِّ عالمٍ من الخَلْقِ إليها، كما قال كعب، وجائزٌ أن يكون قيل لها ذلك لانتهاء ما يصعد من تحتها وينزل من فوقها إليها، كما رُوي عن عبد الله، وجائزٌ أن يكون قيل ذلك كذلك لانتهاء كلِّ مَن خلا من الناس على سُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليها، وجائزٌ أن يكون قيل لها ذلك لجميع ذلك، ولا خبر يقطع العذر بأنه قيل ذلك لها لبعض ذلك دون بعض، فلا قول فيه أصحُّ من القول الذي قال ربُّنا -جلَّ ثناؤه-، وهو أنها سدرة المنتهى».

<<  <  ج: ص:  >  >>