للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: {فَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَإطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا}. قالت: واللهِ، ما لنا في اليوم إلا وُقِيَّةٌ (١). قال: «فمُرِيه، فلينطَلِق إلى فلان، فليأخذ منه شَطر وسْقٍ مِن تمر، فليتصدَّق به على ستين مسكينًا، وليُراجعك» (٢). (١٤/ ٣١١)

٧٥٨٣٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: كان ظِهار الجاهلية طلاقًا، فأول مَن ظاهَر في الإسلام أوْس بن الصّامت أخو عبادة بن الصّامت مِن امرأته الخَزْرَجيّة، وهي خَوْلَة بنت ثَعْلَبة بن مالك، فلما ظاهَر منها حَسِبتْ أن يكون ذلك طلاقًا، فأتَت به نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالتْ: يا رسول الله، إنّ أوْسًا ظاهَر منِّي، وإنّا إنِ افتَرقنا هَلكنا، وقد نَثَرَتْ بطني منه، وقَدُمَتْ صُحبته. فهي تشكو ذلك وتبكي، ولم يكن جاء في ذلك شيء، فأنزل الله - عز وجل -: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها} إلى قوله: {وللكافرين عذاب أليم}. فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «أتقدر على رقبةٍ تُعْتِقها؟». فقال: لا، واللهِ، يا رسول الله، ما أقدر عليها. فجمع له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أعْتَق عنه، ثم راجع أهله (٣). (ز)

٧٥٨٣٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- في قوله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها}: وذلك أنّ خَوْلَة -امرأة من الأنصار- ظاهَر منها زوجها، فقال: أنتِ عليّ كظَهْر أُمّي. فأتَتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالتْ: إنّ زوجي كان تَزَوّجَني وأنا أحبُّ الناس إليه، حتى إذا كَبِرتُ ودخَلتُ في السِّنِّ قال: أنتِ عليّ كظَهْر أُمّي. وتركني إلى غير أحد، فإن كنتَ تجد لي رخصةً -يا رسول الله- تَنعَشُنِي (٤) بها وإيّاه، فحَدِّثني بها. قال: «واللهِ، ما أُمِرتُ في شأنكِ بشيءٍ حتى الآن، ولكن ارجعي إلى بيتك، فإنْ أُومر بشيءٍ لا أُعَمِّه عليك إن شاء الله». فرجعتْ إلى بيتها، فأنزل اللهُ على رسوله - صلى الله عليه وسلم - في الكتاب رُخْصتَها ورخصةَ زوجها، فقال: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها} إلى قوله: {عَذابٌ ألِيمٌ}. فأرسَلَ إلى زوجها، فقال: «هل تستطيع


(١) هي لغة في أوقية، وهي ما يزن سبعة مثاقيل أو ما يعادل أربعين درهمًا. النهاية (أوق)، ولسان العرب (وقي).
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير ١١/ ٢٦٥ (١١٦٨٩).
قال الهيثمي في المجمع ٥/ ٦ - ٧ (٧٨٣٠): «وفيه أبو حمزة الثّمالي، وهو ضعيف».
(٣) أخرجه ابن جرير ٢٢/ ٤٥٥.
إسناده ضعيف؛ فيه خُصَيف بن عبد الرحمن الجزري، قال عنه ابن حجر في التقريب (١٧١٨): «صدوق، سيئ الحفظ، خلط بأخرة».
(٤) نَعَشَه الله يَنْعَشُه نَعْشًا: إذا رفعه. وانتَعَشَ العاثر: إذا نهض من عثْرته. النهاية (نعش).

<<  <  ج: ص:  >  >>