للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: كانوا يجيئون، فيجلسون رُكامًا؛ بعضهم خَلْف بعض، فأُمروا أن يتفسّحوا في المجلس، فأفسح بعضهم لبعض (١). (١٤/ ٣٢٢)

٧٥٩٩١ - قال الحسن البصري: بلَغني: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قاتل المشركين وصفّ أصحابه للقتال تَشاحّوا على الصف الأوّل؛ ليكونوا في أوّل غارة القوم، فكان الرجل منهم يجيء إلى الصّف الأوّل، فيقول لإخوانه: توسّعوا لي. ليلقى العدوَّ، ويصيب الشهادة، فلا يوسّعون له رغبة منهم في الجهاد والشهادة؛ فأنزل الله سبحانه: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا} الآية (٢). (ز)

٧٥٩٩٢ - عن قتادة بن دعامة، في قوله: {إذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا} الآية، قال: نَزَلَتْ هذه الآيةُ في مجالس الذِّكْر، وذلك أنهم كانوا إذا رَأوا أحدهم مُقْبِلًا ضنُّوا بمجالسهم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمرهم اللهُ أن يَفسَح بعضهم لبعض (٣). (١٤/ ٣٢٢)

٧٥٩٩٣ - قال محمد بن السّائِب الكلبي: {إذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا} نَزَلت في ثابت بن قيس بن شَمّاس (٤). (ز)

٧٥٩٩٤ - قال مقاتل بن سليمان: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي المَجالِسِ} وذلك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - جلس في صفّة ضيّقة، ومعه أصحابه، فجاء نَفرٌ من أهل بدر، منهم: ثابت بن قيس بن شَمّاس الأنصاري، فسلّموا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فردّ عليهم، ثم سلّموا على القوم، فردُّوا عليهم، وجعلوا ينتظرون لِيُوسّع لهم، فلم يفعلوا، فشقّ قيامُهم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان يُكرم أهل بدر، وذلك يوم الجمعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قم، يا فلان، وقم، يا فلان». لِمَن لم يكن مِن أهل بدر، بعدد القيام من أهل بدر، فعرف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الكراهية في وجه مَن أُقيم منهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «رحم الله رجلًا تفسّح لأخيه». فجعلوا يقومون لهم بعد ذلك، فقال المنافقون للمسلمين: أتزعمون أنّ صاحبكم يعدل بين الناس، فواللهِ، ما عدل على هؤلاء، إنّ قومًا سَبقوا فأخذوا مجلسهم وأحبُّوا قُربه فأقامهم، وأجلس مَن أبطأ عن الخير،


(١) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٢) تفسير الثعلبي ٩/ ٢٥٩.
(٣) عزاه السيوطي إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. وأخرجه ابن جرير ٢٢/ ٤٧٧ من طريق سعيد دون قوله: نَزَلَتْ هذه الآية في مجالس الذكر. وهو عند عبد الرزاق ٢/ ٢٨٠ من طريق معمر بلفظ: كان الناس يتنافسون في مجلس النبي، فقيل لهم: إذا قيل لكم تفسحوا؛ فافسحوا، وإذا قيل: انشزوا؛ فانشزوا.
(٤) تفسير البغوي ٨/ ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>