ورجَّح ابنُ جرير (٢٢/ ٤٧٨) العموم، فقال: «إنّ الله -تعالى ذِكْرُه- أمر المؤمنين أن يتفسَّحوا في المجلس، ولم يَخْصُص بذلك مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - دون مجلس القتال، وكلا الموضعين يقال له: مجلسٌ، فذلك على جميع المجالس من مجالس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومجالس القتال». ونقل ابنُ عطية (٨/ ٢٥٢) عن بعض الناس: أنّ «الآية مخصوصة في مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم -، وليس في سائر المجالس». وذكر أنه يدل على ذلك قراءة مَن قرأ: «فِي المَجْلِسِ»، وأما من قرأ: {في المجالس} فذلك مرادٌ أيضًا؛ لأنّ لكل أحد مجلسًا في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وموضعه فتجمع لذلك «. ونقل عن الجمهور من أهل العلم: أنّ» السبب مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم -، والحكم مطَّردٌ في سائر المجالس التي هي للطاعات، وعلَّق بقوله: «ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أحبُّكم إلى الله ألْيَنُكم مناكب في الصلاة ورُكَبًا في المجالس»». ثم علَّق عليه بقوله: «ويؤيد هذا القول قراءة مَن قرأ: {في المجالس}، ومَن قرأ: «فِي المَجْلِسِ» فذلك -على هذا التأويل- اسم جنس».