للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاطبًا، فقال: «يا حاطِب، ما حمَلكِ على هذا؟». فقال: يا رسول الله، أما واللهِ إنّي لَمُؤمنٌ بالله ورسوله، ما غيّرتُ ولا بدّلتُ، ولكني كنتُ امرأً ليس لي في القوم أصل ولا عشيرة، وكان لي بين أظهرهم أهلٌ وولد، فصانعتُهم عليهم. فقال عمر بن الخطاب?: دَعني، يا رسول الله، فلأضرب عُنُقه، فإنّ الرجل قد نافق. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وما يدريك، يا عمر، لعلّ الله قد اطّلع على أصحاب بدر يوم بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم». فأنزل الله - عز وجل - في حاطِب: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أوْلِياءَ} إلى قوله: {وإلَيْكَ أنَبْنا} إلى آخر القصة (١). (ز)

٧٦٤٣٦ - عن عُروة بن الزّبير -من طريق معمر، عن الزُّهريّ - نحوه. وفي آخره: قال الزهري: وفيه نَزَلَتْ: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أوْلِياءَ} حتى بلغ: {واللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٢). (ز)

٧٦٤٣٧ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قول الله: {لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أوْلِياءَ} إلى قوله: {بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} في مُكاتبة حاطِب بن أبي بَلْتَعة ومَن معه إلى كفار قريش يُحذِّرونهم (٣). (١٤/ ٤٠٩)

٧٦٤٣٨ - عن الحسن البصري، قال: كَتب حاطِب بن أبي بَلْتَعة إلى المشركين كتابًا يَذكُر فيه مَسيرَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فبَعث به مع امرأة، فبَعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طَلبها، فأُخذ الكتاب منها، فجِيء به إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فدعا حاطبًا، فقال: «أنتَ كتبتَ هذا الكتاب؟». قال: نعم يا رسول الله، أما والله إني لَمؤمنٌ بالله وبرسوله، وما كفرتُ منذ أسلمتُ، ولا شككتُ منذ استيقنتُ، ولكني كنتُ امرءًا لا نَسب لي في القوم، إنما كنتُ حَليفَهم، وفي أيديهم من أهلي ما قد علمتَ، فكتبتُ إليهم بشيء قد علمتُ أن لن يُغني عنهم من الله شيئًا أراده؛ أنْ أدرأ به عن أهلي ومالي، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، خَلِّ عني وعن عدوّ الله هذا المنافق، فأضرب عُنُقه. فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَظرًا عرف عمر أنه قد غَضِب، ثم قال: «ويحك، يا ابن الخطاب، وما يدريك لعلّ الله قد اطّلع على أهل موطن مِن مواطن الخير، فقال للملائكة: اشهدوا أنِّي قد غفرتُ لأَعبُدي هؤلاء، فليَعملوا ما شاؤوا». قال عمر: الله


(١) أخرجه ابن جرير ٢٢/ ٥٦١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(٢) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٢٨٧، وابن جرير ٢٢/ ٥٦١.
(٣) أخرجه ابن جرير ٢٢/ ٥٦٣، وعبد بن حميد -كما في التغليق ٤/ ٣٣٨، والفتح ٨/ ٦٣٣ - .

<<  <  ج: ص:  >  >>