[٦٦٤٦] قال ابنُ عطية (٨/ ٣٢٦ - ٣٢٧ بتصرف): «اختُلف في البداية بالنبي، ثم قوله تعالى بعد ذلك: {طلَّقتم}؛ فقال بعض النحويين -حكاه الزهراوي-: ذلك خروج من مخاطبة أفراد إلى مخاطبة جماعة، وهذا موجود. وقال آخرون منهم: إنّ نداء النبي - صلى الله عليه وسلم - أُريدت أُمّته معه، فلذلك قال تعالى: {طلَّقتم}. وقال آخرون منهم: إنّ المعنى: يا أيها النبي قل لهم: {إذا طلَّقتم}. وقال آخرون: إنه من حيث يقول الرجل العظيم: فعلنا، وضَعْنا، خُوطب النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه بـ {طلَّقتم} إظهارًا لتعظيمه، وهذا على نحو قوله تعالى في عبد الله بن أبيّ: {هم الذين يقولون} [المنافقون: ٧] إذا كان قوله مما يقوله جماعة، فكذلك النبي في هذه الآية ما يُخاطب به فهو خطاب لجماعة. والذي يظهر لي في هذا أنهما خطابان مفترقان، خُوطب النبي على معنى تنبيه لسماع القول وتلقِّي الأمر، ثم قيل له: {إذا طلَّقتم} أي: أنت وأُمّتك، فقوله: {إذا طلَّقتم} ابتداء كلام لو ابتدأ السورة به. وطلاق النساء حَلُّ عِصمتهنّ».