للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٨١٨٦ - عن عبد الله بن عباس، في قوله: {كَما بَلَوْنا أصْحابَ الجَنَّةِ}، قال: هم ناس مِن الحبشة، كانت لأبيهم جَنَّة، وكان يُطعم منها المساكين، فمات أبوهم، فقال بنوه: إن كان أبونا لَأحمق؛ حين كان يُطعم المساكين. فأَقسموا ليَصْرِمُنَّها مصبحين، وأن لا يُطعموا مسكينًا (١). (١٤/ ٦٣٦)

٧٨١٨٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله - عز وجل -: {إنّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أصْحابُ الجَنَّةِ}، قال: كان بُستانٌ باليمن يقال له: الضَّرَوان، دون صنعاء بفَرسَخيْن، يطؤه أهل الطريق، كان غَرسَه قومٌ مِن أهل الصلاة، وكان لرجل، فمات، فورثه ثلاثة بنين له، وكان يكون للمساكين إذا صَرموا نخلهم كلُّ شيء تَعدّاه المِنجَل (٢) فلم يجزُّه، وإذا طُرح من فوق النخل إلى البساط فكلّ شيء يَسقط على البساط فهو أيضًا للمساكين، وإذا حَصدوا زَرْعهم فكلّ شيء تَعدّاه المِنجَل فهو للمساكين، وإذا داسُوه كان لهم كلّ شيء يَنتثر أيضًا، فلمّا مات الأب ووَرثه هؤلاء الإخوة عن أبيهم فقالوا: واللهِ، إنّ المال لَقليل، وإنّ العيال لَكثير، وإنما كان هذا الأمر يفعل إذ كان المال كثيرًا والعيال قليلًا، فأمّا إذا قلَّ المال وكثُر العيال فإنّا لا نستطيع أن نفعل هذا. فتَحالفوا بينهم يومًا لَيَغدُوُّن غدوة قبل خروج الناس، فليصرِمُنَّ نخلهم، ولم يستثنوا، يقول: لم يقولوا: إن شاء الله. فغدا القوم بِسُدْفَة (٣) من الليل إلى جنتهم لِيَصرموها قبل أن يَخرج المساكين، فرَأوها مُسوَدَّة، وقد طاف عليها من الليل طائف من العذاب، فأَحرقها، فأصبحت كالصريم (٤). (ز)

٧٨١٨٨ - عن سعيد بن جُبَير -من طريق تميم بن عبد الرحمن- في قوله: {كَما بَلَوْنا أصْحابَ الجَنَّةِ}، قال: هي أرض باليمن يُقال لها: ضَرَوان، بينها وبين صنعاء ستة أميال (٥). (١٤/ ٦٣٧)

٧٨١٨٩ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق سِماك- في قوله: {لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين}، قال: هم ناس من الحبشة، كانت لأبيهم جَنّة، وكان يُطعم المساكين


(١) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(٢) المِنجَل: ما يُحْصَد به، من النَّجْل: وهو القَطْع. لسان العرب (نجل).
(٣) السُّدْفة: من الأضْداد، تقع على الضياء والظُّلْمة، ومنهم من يجعلها اختلاط الضوء والظُّلمة معًا كوقت ما بين طلوع الفجر والإسْفار. النهاية (سدف).
(٤) أخرجه الثعلبي ١٠/ ١٦، والبغوي ٨/ ١٩٤ - ١٩٥.
(٥) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٣١١، وابن جرير ٢٣/ ١٧٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>