للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

منها، فمات أبوهم، فقال بنوه: واللهِ، إن كان أبونا لَأحمق حتى يُطعم المساكين. فأجمعوا {ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون}، وألّا يُطعموا مسكينًا (١). (ز)

٧٨١٩٠ - عن قتادة بن دعامة، في قوله: {إنّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أصْحابَ الجَنَّةِ}، قال: هؤلاء ناسٌ قصّ الله عليكم حديثهم، وبيّن لكم أمْرهم (٢). (١٤/ ٦٣٦)

٧٨١٩١ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- قال: كانت الجَنّةُ لشيخ مِن بني إسرائيل، وكان يُمسك قُوت سَنَتِه، ويَتصدّق بالفضل، وكان بنوه يَنْهَونَه عن الصّدقة، فلمّا مات أبوهم غَدَوْا عليها، فقالوا: لا يَدخُلنّها اليوم عليكم مسكين (٣). (١٤/ ٦٣٧)

٧٨١٩٢ - قال محمد بن السّائِب الكلبي: {كَما بَلَوْنا أصْحابَ الجَنَّةِ} أنهم كانوا أبناء قوم صالحين، وأنّ آباءهم كانوا جعلوا مِن جنّتهم حظًّا للمساكين وأبناء السبيل، فخَلف مِن بعدهم أبناؤهم، فقالوا: كَبرنا وكثُر عيالنا، فليس للمساكين عندنا شيء؛ فتَقاسموا (٤). (ز)

٧٨١٩٣ - قال مقاتل بن سليمان: ثم رجع في التقديم، فقال: {إنّا بَلَوْناهُمْ} يقول: إنّا ابتليناهم -يعني: أهل مكة- بالجوع {كَما بَلَوْنا} يقول: كما ابتلينا {أصْحابَ الجَنَّةِ} بالجوع حين هَلكتْ جَنّتهم، كان فيها نخل وزرع وأعناب، ورثوها عن آبائهم، واسم الجَنّة: الصّريم. وهذا مَثلٌ ضربه الله تعالى لأهل مكة؛ ليَعتبروا عن دينهم، وكانت جَنّتهم دون صنعاء اليمن بفَرسَخين، وكانوا مسلمين، وهذا بعد عيسى ابن مريم - عليه السلام -، وكان آباؤهم صالحين، يَجعلون للمساكين من الثمار والزرع والنخل ما أخطأ الرجل، فلم يَره حين يَصْرِمهُ، وما أخطأ المِنجَلُ، وما ذَرتْه الريح، وما بقي في الأرض مِن الطعام حين يُرفع، وكان هذا شيئًا كثيرًا، فقال القوم: كَثُرت العيال، وهذا طعام كثير، اغدُوا سِرًّا جنّتكم، فاصرِموها، ولا تُؤذِنوا المساكين، كان آباؤهم يُخبِرون المساكين، فيَجتمعون عند صِرامِ جَنّتهم، وعند الحصاد (٥). (ز)


(١) أخرجه سعيد بن منصور في سننه -التفسير ٨/ ١٤٤ - ١٤٥ (٢٢٧٠).
(٢) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(٣) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٣٠٩، وابن جرير ٢٣/ ١٧٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(٤) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٥/ ٢٠ - ٢١ - .
(٥) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٤٠٥ - ٤٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>