وذكر ابنُ عطية (٨/ ٣٧٨) أنّ ما جاء من أمر الكشف عن الساق في الآية فإنما هو عبارة عن شِدّة الهول، ثم علَّق بقوله (٨/ ٣٧٨ - ٣٧٩): "ومن هذا المعنى قول الشاعر في صفة الحرب: كَشَفَتْ لهم عن ساقها وبَدا عن الشّرّ البراح وأصل ذلك: أنه مّن أراد الجدّ في أمر يحاوله فإنه يَكشف عن ساقه تشميرًا وجِدًّا، وقد مدح الشعراء بهذا المعنى فمنه قول دريد: كَمِيشُ الإزار خارج نصف ساقه صبور على الضراء طلاّع أنجُد وعلى هذا من إرادة الجِدّ والتشمير في طاعة الله تعالى، قال - صلى الله عليه وسلم -: «إزْرَةُ المؤمن إلى أنصاف ساقيه» ". وبيّن أنّ قوله تعالى: {ويُدعون} ظاهره أنّ ثمّ دعاء إلى السجود، وانتقده بقوله: «وهذا يَردّه ما قد تقرّر في الشرع من أنّ الآخرة ليست بدار عمل، وأنها لا تكليف فيها». ثم علَّق بقوله: «فإذا كان هذا فإنما الداعي ما يَرونه من سجود المؤمنين فيريدون أن يسجدوا عند ذلك فلا يستطيعون». وذكر أنّ البعض ذهب إلى أنهم يُدعَون إلى السجود على جهة التوبيخ، وأنّ البعض خرج من قوله: {فلا يستطيعون} أنهم كانوا يستطيعونه قبل ذلك، وعلَّق عليه بقوله: «وذلك غير لازم».