للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القيامة كتابه، فيَنظر في بطنه، فإذا فيه مكتوب سيئاته، وفي ظهره حسناته، فهو يقرأ السيئات، فيَتغيّر لها وجهه، ويَشتدّ منها خوفه، ومَن قرأ ما في ظهر كتابه غَبطه على ما فيه مِن حسناته، فيقول: يا ربِّ، قد عملتُ حسناتٍ لم أجدها في هذا الكتاب. فيقال: اقْلب أو حوِّل. فإذا بالحسنات وبُدّلتْ تلك السيئات حسنات، فلما قرأها أسفَر وجهه، ومَن قرأ ما يحول إليهم من كتابه قرؤوها حسنات، فيغبطون عليها، ثم أُمر أن يَقلب أيضًا، فإذا تلك السيئات قد حُوّلتْ حسنات، فعند ذلك يقول الذي قال الله في كتابه: {هاؤُمُ اقْرَءُوا كِتابِيَهْ إنِّي ظَنَنْتُ أنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ} (١). (ز)

٧٨٥٣٣ - قال مقاتل بن سليمان: {فَأَمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ} يقول: يُعطيه مَلكه الذي كان يكتب عمله في صحيفة بيضاء منشورة. نزلت هذه الآية في أبي سَلمة بن عبد [الأسد] المَخزوميّ، وكان اسم أُمّ أبي سلمة بَرّة بنت عبد المُطَّلب {فَيَقُولُ هاؤُمُ} يعني: هاكم {اقْرَءُوا كِتابِيَهْ} (٢). (ز)

٧٨٥٣٤ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قول الله: {هاؤُمُ اقْرَءُوا كِتابِيَهْ}، قال: تعالوا (٣) [٦٧٦٦] [٦٧٦٧]. (ز)


[٦٧٦٦] ذكر ابنُ عطية (٨/ ٣٩٢) أنه اختُلف في الفرقة التي ينفذ فيها الوعيد من أهل المعاصي متى تأخذ كتبها، على قولين: الأول: أنها تأخذها مع الناس، وذلك يُؤنسها مدة العذاب. ونقل عن الحسن أنه قال: «فإذا أُعطى كتابه بيمينه لم يقرأه حتى يأذن الله تعالى له، فإذا أذِن له قال: {هاؤم اقرؤا كتابيه}». الثاني: أنه إذا أخرجوا من النار، والإيمان يُؤنسهم وقت العذاب.
ورجَّح ابنُ عطية القول الثاني مستندًا إلى الدلالة العقلية، فقال: «وهذا ظاهر هذه الآية؛ لأنّ مَن يسير إلى النار فكيف يقول: هاؤم اقرؤوا كتابيه؟».
[٦٧٦٧] ذكر ابنُ كثير (١٤/ ١١٧) أن عبد الرحمن بن زيد قال: معنى: {هاؤم اقرءوا كتابيه} أي: ها اقرؤوا كتابيه، و «ؤم» زائدة.
ورجَّح أنها بمعنى: هاكم، فقال: «والظاهر أنها بمعنى: هاكم». ولم يذكر مستندًا.
وذكر ابنُ عطية (٨/ ٣٩٢) أن البعض قال بأن أصل قوله: {هاؤم} هاؤموا، ثم نقله التخفيف والاستعمال. وأن آخرين قالوا بأن الميم ضمير الجماعة. وانتقد القولين بقوله: «وفي هذا كله نظر». ثم علَّق بقوله: «والمعنى على كل وجه: تعالوا، فهو استدعاء للفعل المأمور به».

<<  <  ج: ص:  >  >>