وعلّق ابنُ عطية (٨/ ٥٤٧) على القول الأول بقوله: «وفي الآية على هذا حضٌّ على دليل الخير، فقد قال - عليه السلام -: «المرء مع من أحب». وقال: «فلينظر أحدكم مَن يُخالِل». وقال الله تعالى: {الأَخِلّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلّا المُتَّقِينَ} [الزخرف: ٦٧]». ورجّح ابنُ جرير (٢٤/ ١٤٤) -مستندًا إلى النظائر- القول الأول، وهو قول عمر وغيره، فقال: «وأولى التأويلين في ذلك بالصحة: الذي تأوله عمر بن الخطاب?؛ للعلّة التي اعتل بها، وذلك قول الله -تعالى ذِكره-: {وكُنْتُمْ أزْواجًا ثَلاثَةً} [الواقعة: ٧]، وقوله: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وأَزْواجَهُمْ} [الصافات: ٢٢]، وذلك لا شك الأمثال والأشكال في الخير والشر، وكذلك قوله: {وإذا النفوس زوجت} بالقرناء والأمثال في الخير والشر». ولم يذكر ابنُ القيم (٣/ ٢٥٦ - ٢٥٧) غير القول الأول والثالث، ورجّح الأول مستندًا إلى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحب المرء قومًا إلا حُشِر معهم». ثم علّق على القول الثالث بقوله: «وهو راجع إلى القول الأول».