ورجَّح ابنُ جرير (٢٤/ ٢٧٧) -مستندًا إلى دلالة العقل- القول الثاني، وعلَّل ذلك بأنّ «الله أخبر أنّ لهم عذاب الحريق مع عذاب جهنم، ولو لم يكونوا أُحْرِقوا في الدنيا لم يكن لقوله: {ولَهُمْ عَذابُ الحَرِيقِ} [البروج: ١٠] معنًى مفهوم، مع إخباره أنّ لهم عذاب جهنم؛ لأنّ عذاب جهنم هو عذاب الحريق مع سائر أنواع عذابها في الآخرة». وذكر ابنُ عطية (٨/ ٥٧٨) أنه رأى «في بعض الكتب أنّ أصحاب الأخدود هو مُحرِّق، وأنه الذي حرق من بني تميم المائة». ثم علَّق عليه بقوله: «ويعترض هذا القول بقوله تعالى: {وهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ} [البروج: ٧]، فينفصل عن هذا الاعتراض بأنّ هذا الكلام مُنقَطِع مِن قصة أصْحاب الأخدود، وأنّ المراد بقوله تعالى: {وهُمْ} قريش الذين كانوا يفتنون الناس المؤمنين والمؤمنات».