وبنحوه قال ابنُ القيم (٣/ ٣٣٦). [٧٢٢٥] في قوله: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} أربعة أقوال: الأول: إلا الذين آمنوا، فإنهم لا يُرَدُّون إلى الخرف، وأرذل العمر وإنْ عمّروا طويلًا. الثاني: إلا الذين آمنوا، فإنهم لا يُرَدُّون إلى النار. الثالث: أنّ الذين آمنوا إذا هرموا يُكتب لهم ما كانوا يعملونه من الخير في حال الصِّحَّة، بخلاف الكافرين، وعلى هذا يكون الرّدّ إلى أسفل سافلين معنيٌّ به جميع الناس، ثم يقع الاستثناء على هذا المعنى المضمر فيه، فيكون المعنى: لهم أجر غير ممنون، بعد أن يُرَدُّوا أسفل سافلين. الرابع: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} فإنه يُكتب لهم حسناتهم، ويُتجاوز لهم عن سيئاتهم. وقد علّق ابنُ جرير (٢٤/ ٥١٧) على القول الأول، فقال: «فعلى هذا التأويل قوله: {ثم رددناه أسفل سافلين} [التين: ٥] لخاص من الناس، غير داخل فيهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات؛ لأنه مستثنًى منهم». وعلّق (٢٤/ ٥٢٠) على الثاني، فقال: «فعلى هذا التأويل: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} مُستَثْنون من الهاء في قوله: {ثم رددناه}، وجاز استثناؤهم منها إذ كانت كناية للإنسان، وهو بمعنى الجمع، كما قال: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} [العصر: ٢ - ٣]». وعلق ابنُ عطية (٨/ ٦٤٨) على القول الأول بقوله: «وهذا قول حسن، وليس المعنى أنّ كلّ إنسان يعتريه هذا، بل في الجنس مَن يعتريه ذلك». ثم رجّح (٢٤/ ٥٢١) ابنُ جرير القول الثالث مستندًا إلى السياق، وعلّل ذلك بقوله: «وإنما قلنا ذلك أولى بالصحة لما وصفنا من الدلالة على صحة القول بأنّ تأويل قوله: {ثم رددناه أسفل سافلين} [التين: ٥] إلى أرذل العمر».