للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٤٢١٤ - قال الحسن البصري: هي ليلة سبع عشرة، وهي الليلة التي كانت صبيحتها وقعة بدر (١). (ز)

٨٤٢١٥ - عن أبي قِلابة عبد الله بن زيد الجرميّ، قال: ليلة القدر تجوُل في ليالي العشر كلّها (٢). (١٥/ ٥٦٤)

٨٤٢١٦ - عن أبي قِلابة عبد الله بن زيد الجرميّ -من طريق أيوب- قال: ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر في كلّ وتر (٣) [٧٢٤٣]. (١٥/ ٥٦٣)


[٧٢٤٣] قال ابن عطية (٨/ ٦٥٨ - ٦٥٩): «وليلة القدر مستديرة في أوتار العشر الأواخر من رمضان، هذا هو الصحيح المُعَوّل عليه، وهي في الأوتار بحسب الكمال والنقصان في الشهر، فينبغي لمرتقبها أن يرتقبها من ليلة عشرين في كلّ ليلة إلى آخر الشهر؛ لأنّ الأوتار مع كمال الشهر ليست الأوتار مع نقصانه، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لثالثة تبقى، لخامسة تبقى، لسابعة تبقى». وقال: «التمِسُوها في الثالثة والخامسة والسابعة والتاسعة». وقال مالك: يريد بالتاسعة ليلة إحدى وعشرين. وقال ابن حبيب: يريد مالك إذا كان الشهر ناقصًا. فظاهر هذا أنه - عليه السلام - احتاط في كمال شهر ونقصانه، وهذا لا تتحصل معه الليلة إلا بعمارة العشر كلّه».
ورجّح ابنُ كثير (١٤/ ٤١٢ - ٤١٥) -مستندًا إلى السنة- أنّ ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر من رمضان بقوله: «وهو الأشبه». ثم قال: «وقد يُستأنس لهذا القول بما ثبت في الصحيحين، عن عبد الله بن عمر: أنّ رجالًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر من رمضان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أرى رؤياكم قد تواطأتْ في السبع الأواخر، فمَن كان مُتحرّيها فليتحرَّها في السبع الأواخر»». ونقل عن الشافعي قوله: «أنها لا تنتقل». ثم قال: «ويُحتجّ للشافعي أنها لا تنتقل، وأنها مُعيَّنة من الشهر، بما رواه البخاري في صحيحه، عن عبادة بن الصّامت قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليُخبِرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: «خرجتُ لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرُفعتْ، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمِسُوها في التاسعة والسابعة والخامسة». وجه الدلالة منه: أنها لو لم تكن مُعيّنة مستمرّة التعيين لما حصل لهم العلم بعينها في كلّ سنة، إذا لو كانت تنتقل لما علموا تعيّنها إلا ذلك العام فقط، اللهم إلا أن يقال: إنه إنما خرج ليُعلِمهم بها تلك السنة فقط. وفيها أيضًا عن عائشة - رضي الله عنها -، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «تَحرَّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» ولفظه للبخاري».

<<  <  ج: ص:  >  >>