للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وشرب، فلمّا أصبحَ أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره بذلك؛ فأنزل: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}. يعني بالرَّفَث: مجامعة النساء، {كنتم تختانون أنفسكم} يعني: تجامعون النساء، وتأكلون وتشربون بعد العشاء، {فالآن باشروهن} يعني: جامِعُوهُنَّ، {وابتغوا ما كتب الله لكم} يعني: الولد، {وكلوا واشربوا} فكان ذلك عَفْوًا من الله ورحمة (١). (٢/ ٢٧٣)

٥٨١٢ - عن ابن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة-: أنّ المسلمين كانوا في شهر رمضان إذا صلوا العشاء حرُم عليهم النساء والطعام إلى مثلها من القابِلة، ثم إنّ ناسًا من المسلمين أصابوا الطعام والنساء في رمضان بعد العشاء؛ منهم عمر بن الخطاب، فشَكَوْا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله: {أحل لكم ليلة الصيام} إلى قوله: {فالآن باشروهن}، يعني: انكحوهن (٢). (٢/ ٢٧٤)

٥٨١٣ - عن ابن عباس -من طريق العوفي- قال: كان الناس أوّل ما أسلموا إذا صام أحدهم يصوم يومه، حتى إذا أمسى طَعِم من الطعام فيما بينه وبين العَتَمَة، حتى إذا صُلّيتْ حَرُم عليهم الطعام حتى يُمْسِي من الليلة القابلة، وإنّ عمر بن الخطاب بينما هو نائم إذ سَوَّلَتْ له نفسُه، فأتى أهلَه، ثم أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إنِّي أعتذر إلى الله وإليك من نفسي هذه الخاطئة، فإنها زيّنت لي، فواقعتُ أهلي، هل تجدُ لي مِن رخصةٍ؟ قال: «لم تكن حقيقًا بذلك، يا عمر». فلما بلغ بيتَه أرسلَ إليه، فأنبأه بعُذْرِه في آية من القرآن، وأمر الله رسوله أن يضعها في المائة الوسطى من سورة البقرة، فقال: {أحل لكم ليلة الصيام} إلى قوله: {تختانون أنفسكم}. يعني بذلك: الذي فعل عمر، فأنزل الله عفوه، فقال: {فتاب عليكم} إلى قوله: {من الخيط الأسود}. فأحل لهم المجامعة والأكل والشرب حتى يتبين لهم الصبح (٣).


(١) عزاه السيوطي إلى ابن جرير. وقال محققو الدر: «لم نجده عند ابن جرير، وفي هذا الموضع خرم في نسخة الأصل من ابن جرير، فلعلّ هذا الأثر في هذا الموضع».
(٢) أخرجه ابن جرير ٣/ ٢٣٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
إسناده جيّد. ينظر: مقدمة الموسوعة.
(٣) أخرجه ابن جرير ٣/ ٢٣٧ واللفظ له، وابن أبي حاتم ١/ ٣١٦ - ٣١٧ (١٦٨٠)، ١/ ٣١٨ (١٦٨٤)، عن محمد بن سعد العوفي، عن أبيه، عن عمه الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس.
وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء، كما بين ذلك الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه لتفسير الطبري ١/ ٢٦٣. ولكنها صحيفة صالحة، مالم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>