للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٠١٢ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتُدْلوا بها إلى الحكّام لتأكلوا فريقًا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون}، أما {الباطل} يقول: يظلم الرجل منكم صاحبَه، ثم يخاصمه ليقطع ماله وهو يعلم أنه ظالم، فذلك قوله: {وتدلوا بها إلى الحكام} (١). (ز)

٦٠١٣ - عن الكلبي: هو أن يُقيم شهادةَ الزُّور (٢). (ز)

٦٠١٤ - قال مقاتل بن سليمان: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} يعني: ظلمًا، ... يقول: لا يُدْلِيَنَّ أحدكم بخصومة في استحلال مال أخيه وهو يعلم أنه مبطل، فذلك قوله سبحانه: {لتأكلوا فريقا} يعني: طائفة {من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون} أنّكم تَدَّعون الباطل (٣). (ز)

٦٠١٥ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: {ولا تأكلوا أموالكم بَينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام}، يقول: يكونُ أجدل منه، وأعرَف بالحجة، فيخاصمه في ماله بالباطل ليأكل ماله بالباطل. وقرأ: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالباطِلِ إلا أنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنكُمْ} [النساء: ٢٩]. قال: هذا القِمار الذي كان يَعمل به أهلُ الجاهلية (٤) [٦٧١]. (ز)


[٦٧١] قال ابنُ جرير (٣/ ٢٧٦): «يعني -تعالى ذِكره- بذلك: ولا يأكل بعضكم مال بعض بالباطل. فجعل -تعالى ذِكْرُه- بذلك آكِلَ مال أخيه بالباطل كالآكل مالِ نفسه بالباطل ... ، وأما قوله: {وتُدلوا بها إلى الحكام} فإنه يعني: وتخاصموا بها يعني: بأموالهم {إلى الحكام لتأكلوا فريقًا} يعني: طائفة {من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون}».
قال ابنُ عطية (١/ ٤٥٧ - ٤٥٨): «وقال قوم: المراد بالآية {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} أي: في الملاهي والقيان والشراب والبطالة، فتجيء على هذا إضافةُ المال إلى ضمير المالِكين، وقوله تعالى: {وتدلوا بها} الآية، يُقال: أدْلى الرجل بالحجة أو بالأمر الذي يرجو النجاح به تشبيهًا بالذي يُرْسِلُ الدَّلْوَ في البئر يرجو بها الماء، قال قوم: معنى الآية: تُسارِعُون في الأموال إلى المخاصمة إذا علمتم أنّ الحجة تقوم لكم؛ إمّا بأن لا تكون على الجاحد بينة، أو يكون مال أمانة كاليتيم ونحوه مما يكون القول فيه قوله، فالباء في {بها} باء السبب. وقيل: معنى الآية: تُرْشوا بها على أكل أكثر منها، فالباء إلزاق مجرّد، وهذا القول يترجح؛ لأنّ الحكام مظنة الرشا إلا من عصم، وهو الأقل. وأيضًا فإن اللفظتين متناسبتان {تدلوا} من أرسل الدلو، والرشوة من الرشا؛ كأنها يمد بها لتقضى الحاجة».

<<  <  ج: ص:  >  >>