(٢) قال ابن فارس في مقاييس اللغة: "الراء والياء والباء أصيل يدل على شك، أو شك خوف، فالريب: الشك. قال اللَّه جلَّ ثناؤه: {الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة: ١ - ٢]؛ أي: لا شك. ثم قال الشاعر: فقالوا: تركنا القوم قد حصروا به ... فلا ريب أن قد كان ثم لحيم". (٣) قد يظن بعضهم أن تحريرات بعض المتأخرين في مدلول اللفظ فيها مخالفة لما فسر به السلف، وليس الأمر كذلك، فقول الراغب الأصفهاني: "فالريب: أن تتوهم بالشيء أمرًا ما، فينكشف عما تتوهمه"، وهذا تعبير عن الريب لا يخالف تفسيره بالشك، بل هو نوع من التحرير في التعبير عن اللفظ، وهو مما اعتنى به المتأخرون. (٤) قال ابن أبي حاتم: "ولا أعلم في هذا الحرف اختلافًا بين المفسرين؛ منهم: ابن عباس، وسعيد بن جبير، وأبو مالك، ونافع مولى ابن عمر، وعطاء بن أبي رباح، وأبو العالية، والربيع بن أنس، وقتادة، ومقاتل بن حيان، والسدي، وإسماعيل بن خالد". تفسير القرآن العظيم ١/ ٣٤.