للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاعتدوا عليه}، قال: فقاتلوهم فيه كما قاتلوكم (١) [٦٨٣]. (٢/ ٣٢١)

٦١٧٣ - عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قول الله: {فمن اعتدى عليكم} يعني: فمَن قاتلكم من المشركين في الحرم {فاعتدوا عليه} يقول: قاتِلوا في الحرم بمثلِ ما اعْتَدى عليكم (٢). (ز)

٦١٧٤ - عن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف-، نحو ذلك (٣). (ز)

٦١٧٥ - وعن عطاء بن أبي رباح، نحوه في قوله تعالى: {فمن اعتدى عليكم} (٤). (ز)

٦١٧٦ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال سبحانه: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه}، وذلك أنّ أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أهَلُّوا إلى مكة مُحْرِمين بعمرة، فخافوا ألّا يَفِيَ لهم المشركون بدخول المسجد الحرام، وأن يقاتلوهم عنده؛ فأنزل الله - عز وجل -: {فمن اعتدى عليكم} فقاتلكم في الحرم {فاعتدوا عليه} يقول: فقاتلوهم فيه {بمثل ما اعتدى عليكم} فيه (٥). (ز)


[٦٨٣] اختُلِف فيمَن نزلت هذه الآية؟ فقال ابن عباس: نزلت هذه الآية وما في معناها بمكة، والإسلام لم يَعِزّ، فلَمّا هاجر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وعزَّ دينُه؛ أُمر المسلمون برفع دينهم إلى حُكّامهم، وأُمِرُوا بقتال الكفار. وقال مجاهد: بل نزلت في المدينة بعد عمرة القضاء، وهي في التدريج في الأمر بالقتال.
ورجَّح ابنُ جرير (٣/ ٣١٠) قولَ مجاهد مُسْتَنِدًا إلى السياق، وزمن النزول، فقال: «لأنّ الآيات قبلها إنّما هي أمر من الله للمؤمنين بجهاد عدوهم على صفة، وذلك قوله: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم} والآيات بعدها، وقوله: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه} إنّما هو في سياق الآيات التي فيها الأمر بالقتال، والجهاد، والله إنّما فَرَض القتالَ على المؤمنين بعد الهجرة، فمعلوم بذلك أنّ قوله: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} مدنيٌّ لا مكي، إذ كان فرض قتال المشركين لم يكن وجب على المؤمنين بمكة، وأنّ قوله: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} نظيرُ قوله: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم}، وأنّ معناه: فمن اعتدى عليكم في الحرم فقاتلكم فاعتدوا عليه بالقتال نحو اعتدائه عليكم بقتاله إيّاكم، لأنِّي قد جعلت الحرمات قصاصًا، فمن استَحَلَّ منكم -أيها المؤمنون- من المشركين حُرْمَةً في حَرَمِي؛ فاسْتَحِلُّوا منه مثلَه فيه».

<<  <  ج: ص:  >  >>