للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٣٥٠ - عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- {فَما اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ}، قال: أعلاه بدنة، وأوسطه بقرة، وأَخَسُّه شاة (١). (ز)

٦٣٥١ - عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- قال: المُحْصَر يبعثُ بهَدْيٍ؛ شاة فما فوقها (٢). (ز)

٦٣٥٢ - عن ابن وهْب، قال: أخبرني مالك أنه بَلَغَه: أنّ عبد الله بن عباس كان يقول: ما اسْتَيْسَر من الهدي: شاةٌ. =

٦٣٥٣ - قال مالك: وذلك أحبُّ إلَيَّ (٣) [٦٩٦]. (ز)

٦٣٥٤ - عن يونس، قال: كان أبو عمرو ابن العلاء يقول: لا أعلمُ في الكلام حرفًا يشبهه، أي: الهَدْي (٤). (ز)

٦٣٥٥ - عن مقاتل بن سليمان: {فما استيسر من الهدي}، يعني: فلْيُقِم مُحْرِمًا مكانَه، ويبعث ما اسْتَيْسَرَ من الهَدْيِ، أو بثَمَنِ الهَدْيِ؛ فيُشْتَرى له الهَدْيُ، فإذا نُحِرَ الهَدْيُ عنه فإنه يَحِلُّ من إحرامه مكانَه (٥). (ز)


[٦٩٦] اختُلِف في معنى قوله: {فما استيسر من الهدي}؛ فقال قوم: هو شاة. وقال آخرون: الإبل والبقر سنٌّ دون سن.
ورَجَّح ابنُ جرير (٣/ ٣٥٦ - ٣٥٧) القولَ الأولَ مستندًا إلى ظاهر الآية، فقال: «لأن الله -جَلَّ ثناؤُه- إنّما أوْجَب ما اسْتَيْسَر من الهَدْيِ، وذلك على كُلِّ ما تيسر للمُهْدِي أن يُهْدِيه كائنًا ما كان ذلك الذي يهدي، إلا أن يكون الله -جلَّ وعَزَّ- خَصَّ من ذلك شيئًا، فيكون ما خص من ذلك خارجًا من جُمْلَةِ ما احتمله ظاهرُ التنزيل، ويكون سائر الأشياء غيره مُجْزِئًا إذا أهداه المهدي بعد أن يستحق اسم هَدْيٍ».
وكذا رَجَّحه ابنُ كثير (٢/ ٢٣٠) مستندًا إلى ظاهر الآية والسنة، فقال: «والدليل على صِحَّة قول الجمهور فيما ذهبوا إليه من إجزاء ذبح الشاة في الإحصار: أنّ الله أوْجَبَ ذَبْحَ ما اسْتَيْسَر من الهدي، أي: مهما تَيَسَّر مِمّا يُسَمّى هَدْيًا، والهَدْيُ من بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم، كما قاله الحبر البحر ترجمان القرآن وابن عم الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - قالت: أهدى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مرة غنمًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>