للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، وردُّوه عن المسجد الحرام في شهرٍ حرام، ففتح الله على نبيِّه في شهرٍ حرام من العام المقبل، فعاب المشركون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القتالَ في شهر حرام، فقال الله: {قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله} من القتال فيه، وإنّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بعث سَرِيَّةً، فلَقُوا عمرو بن الحضرميِّ وهو مُقْبِلٌ من الطائف في آخر ليلة من جمادى وأول ليلة من رجب، وإنّ أصحاب محمد كانوا يظُنُّون أنّ تلك الليلة من جمادى، وكانت أول رجب ولم يشعروا، فقتله رجل منهم، وأخذوا ما كان معه، وإن المشركين أرسلوا يعيِّرونه بذلك؛ فقال الله: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} (١). (٢/ ٥٣٦)

٧٥٥٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- قال: نزل فيما كان من مُصاب عمرو بن الحضرميِّ: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} إلى آخر الآية (٢). (٢/ ٥٣٦)

٧٥٥٥ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ صفوان ابن بيضاء في سَرِيَّة عبد الله بن جحشٍ قِبَل الأَبْواء، فغَنِمُوا، وفيهم نزلت: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} الآية (٣).

٧٥٥٦ - عن عروة بن الزبير -من طريق الزُّهْرِيِّ-: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سَرِيَّةً من المسلمين، وأمَّر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي، فانطلقوا حتى هبطوا نَخْلَة، فوجدوا بها عمرو بن الحضرميِّ في عِير تجارة لقريش في يوم بَقِي من الشهر الحرام، فاختصم المسلمون؛ فقال قائل منهم: هذه غِرَّةٌ من عدوٍّ، وغُنْمٌ رُزِقْتُموه، ولا ندري أمن الشهر الحرام هذا اليوم أم لا؟ وقال قائل منهم: لا نعلم اليوم إلا من الشهر الحرام، ولا نرى أن تَسْتَحِلُّوه لطَمَعٍ أشْفَيْتُم عليه. فغَلَبَ على الأمر الذين يريدون عَرَضَ الدنيا، فشدُّوا على ابن الحضرميِّ، فقتلوه، وغنموا عِيرَه، فبلغ ذلك كفّار


(١) أخرجه ابن جرير ٣/ ٦٥٧ - ٦٥٨، وابن أبي حاتم ٢/ ٣٨٥ (٢٠٢٨)، عن محمد بن سعد العوفي، عن أبيه، عن عمه الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس.
وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء، كما بين ذلك الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه لتفسير الطبري ١/ ٢٦٣.
(٢) أخرجه ابن إسحاق -كما في تفسير ابن كثير ١/ ٥٧٥ - .
وإسناده تالف، شيخ ابن إسحاق هو محمد بن السائب الكلبي، متهم بالكذب. ينظر: ميزان الاعتدال ٣/ ٥٥٦.
(٣) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة ٣/ ١٥٠٤ (٣٨٢٥)، وابن عساكر في تاريخه ٢٤/ ١٧٧ (٢٨٩١) في ترجمة صفوان بن بيضاء.
قال ابن عساكر: «قال ابن منده: هذا حديث غريب بهذا الإسناد؛ تفرد به ابن عائذ». وفيه عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني أبو مسعود المقدسي، ضعيف كما في التقريب (٤٥٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>