للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصلواتِ إذ غَنّى سكرانُ خلفَه؛ فأنزَل الله: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} الآية. فشَرِبها طائفةٌ من الناس، وترَكها طائفة، ثم نزَلت الرابعةُ التي في المائدة [٩٠]، فقال عمر بن الخطاب: انتهَيْنا، يا رَبَّنا (١). (٥/ ٤٦٧)

٧٦٣٤ - قال محمد ابن شهاب الزهري: وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون} [النساء: ٤٣]، وقال تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما}. فنسخها الله - عز وجل - بقوله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} [المائدة: ٩٠] (٢). (ز)

٧٦٣٥ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: نزلت هذه الآية: {يسألونك عن الخمر والميسر} الآية، فلم يزالوا بذلك يشربونها، حتى صنع عبدُ الرحمن بن عوف طعامًا، فدَعا ناسًا فيهم عليُّ بن أبي طالب، فقرأ: {قل يا أيها الكافرون}. فلم يَفهَمها؛ فأنزَل اللهُ يشدِّدُ في الخمر: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون} [النساء: ٤٣]. فكانت حلالًا، يشرَبونها من صلاة الغداة حتى يرتفعَ النهار، فيقومون إلى صلاة الظهر وهم مُصْحُون، ثم لا يشربونها حتى يُصَلُّوا العَتَمة، ثم يقومون إلى صلاة الفجر وقد صَحَوا، فلم يزالوا بذلك يشربونها، حتى صنع سعد بن أبي وقاص طعامًا، فدعا ناسًا فيهم رجلٌ من الأنصار، فشَوى لهم رأسَ بعير، ثم دعاهم عليه، فلمّا أكلوا وشرِبوا من الخمر سَكِروا، وأخذوا في الحديث، فتكلم سعدٌ بشيءٍ، فغَضِب الأنصاري، فرفَع لَحْيَ (٣) البعير، فكَسَر أنفَ سعد؛ فأنزَل الله نسخَ الخمر وتحريمها: {إنما الخمر والميسر} إلى قوله: {فهل أنتم منتهون} [المائدة: ٩٠ - ٩١] (٤). (٥/ ٤٦٦)

٧٦٣٦ - عن عطاء الخراساني -من طريق ابنه عثمان- {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس}، قال: نسختها {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} [النساء: ٤٣] يعني: المساجد، ثم أنزل: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا} [النحل: ٦٧]، ثم أنزل: {يا أيها الذين ءامنوا إنما


(١) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٢) الناسخ والمنسوخ للزهري ص ٢٤.
(٣) اللَّحْيُ: مفرد اللَّحْيين، وهما حائطا الفم، وهما العظمان اللذان فيهما الأسنان من داخل الفم من كل ذي لحى، يكون للإنسان والدابة. لسان العرب (لحى).
(٤) أخرجه ابن جرير ٣/ ٦٨٣ - ٦٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>