للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إسحاق: ولما أسلم أهل الطائف كلَّم خالد بن الوليد بن المغيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لِما كان أبوه أوصاه. قال محمد بن إسحاق: فذكر لي بعض أهل العلم: أنّ هؤلاء الآيات نزلت في تحريم ما بقي من الربا بأيدي الناس، نزلت في طلب خالد بن الوليد ذلك الربا: {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين} إلى آخر القصة فيها (١). (ز)

١١٢٠٥ - قال عكرمة مولى ابن عباس =

١١٢٠٦ - وعطاء: نزلت في العباس بن عبد المطلب وعثمان بن عفان - رضي الله عنهما -، وكانا قد أسلفا في التمر، فلما حضر الجَذاذ قال لهما صاحب التمر: إن أنتما أخذتما حقكما لا يبقى لي ما يكفي عيالي، فهل لكما أن تأخذا النصف وتؤخرا النصف وأُضعِف لكما؟ ففعلا، فلما حلَّ الأجل طلبا الزيادة، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنهاهما؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية، فسَمِعا وأطاعا، وأخذا رؤوس أموالهما (٢). (ز)

١١٢٠٧ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- في قوله: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا} الآية، قال: نزلت هذه الآية في العباس بن عبد المطلب ورجل من بني المغيرة (٣)، كانا شريكين في الجاهلية، يُسْلِفان في الربا إلى ناس من ثقيف من بني غِيرةَ، وهم بنو عمرو بن عمير، فجاء الإسلام ولهما أموال عظيمة في الربا؛ فأنزل الله: {وذروا ما بقي} من فضل كان في الجاهلية {من الربا} (٤). (٣/ ٣٧٢)

١١٢٠٨ - قال مقاتل بن سليمان: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله} ولا تعصوه، {وذروا} يعني: واتقوا {ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين} نزلت في أربعة إخوة من ثقيف: مسعود، وحبيب، وربيعة، وعبد ياليل، وهم بنو عمرو بن عمير بن عوف الثقفي، كانوا يُدايِنون بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وكانوا يُربون لثقيف، فلما أظهر الله - عز وجل - النبي - صلى الله عليه وسلم - على الطائف اشترطت ثقيف أنّ كل ربًا لهم على الناس فهو لهم، وكل رِبًا للناس عليهم فهو موضوع عنهم، فطلبوا رِباهم إلى


(١) أخرجه ابن المنذر ١/ ٥٨ (٤٥). وينظر: سيرة ابن هشام ١/ ٤١٠ - ٤١١، ٤١٤.
(٢) أورده الواحدي في أسباب النزول ص ٩٣، والثعلبي ٢/ ٢٨٤.
(٣) في تفسير الثعلبي ٢/ ٢٨٤، وأسباب النزول للواحدي (ت: الفحل) ص ٢١٢، وتفسير البغوي ١/ ٣٤٤ تعيينه، وأنه خالد بن الوليد.
(٤) أخرجه ابن جرير ٥/ ٤٩، ٥٠، وابن المنذر (٤٨)، وابن أبي حاتم ٢/ ٥٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>