للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بني المغيرة، فاختصموا إلى عتّاب بن أسِيد بن أبي العِيص بن أمية -كان النبي - صلى الله عليه وسلم - استعمله على مكة، وقال له: «أستعملك على أهل الله» - وقالت بنو المغيرة: أجعلنا أشقى الناس بالربا، وقد وضعه عن الناس؟ فقالت ثقيف: إنّا صالحنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ لنا رِبانا. فكتب عتّاب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة بقصة الفريقين؛ فأنزل الله تبارك وتعالى بالمدينة: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا} إلى قوله: {ولا تظلمون}. فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الآية إلى عَتّاب بن أسِيد بمكة، فأرسل عتّاب إلى بني عمرو بن عمير فقرأ عليهم الآية، فقالوا: بل نتوب إلى الله - عز وجل -، ونذر ما بقي من الربا، فإنه لا يدان لنا بحرب الله ورسوله. فطلبوا رؤوس أموالهم إلى بني المغيرة، فاشتكوا العسرة؛ فقال الله - عز وجل -: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة} (١). (ز)

١١٢٠٩ - عن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف - قال: نزلت هذه الآية في بني عمرو بن عُمير بن عوف [الثقفي، ومسعود بن عمرو بن عبد ياليلَ] (٢) بن عمرو، وربيعة بن عمرو، وحبيب بن عمير، وكلهم إخوة، وهم الطالِبُون، والمطْلُوبون بنو المغيرة من بني مخزوم، وكانوا يُداينون بني المغيرة في الجاهلية بالربا، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - صالح ثَقِيفًا، فطلبوا رِباهم إلى بني المغيرة، وكان مالًا عظيمًا، فقال بنو المغيرة: والله لا نُعطِي الربا في الإسلام وقد وضعه الله ورسوله عن المسلمين. فعرَّفوا شأنهم معاذَ بن جبل، ويقال: عتّابَ بن أسِيد، فكتب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن بني ابن عمرو بن عمير يطلبون رِباهم عند بني المغيرة. فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين}. فكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى معاذ بن جبل: «أنِ اعرِضْ عليهم هذه الآية، فإن فعَلوا فلهم رؤوس أموالهم، وإن أبوا فآذنهم بحرب من الله ورسوله» (٣). (٣/ ٣٧٤)

١١٢١٠ - عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا} الآية، قال: كانت ثقيف قد صالحت النبي - صلى الله عليه وسلم - على أنّ ما لهم من رِبًا على الناس وما كان للناس عليهم من رِبًا فهو


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٢٢٦ - ٢٢٨.
وقد تقدّم قريبا بمعناه تامًّا إلى ابن عباس مسندًا ضعيفًا.
(٢) كذا جاء ما بين المعقوفتين في المصدر وفي الدر، ولعل الصواب: «الثقفي: مسعود بن عمرو، وعبد ياليل ... ».
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٢/ ٥٤٨ - ٥٤٩ (٢٩١٥ - ٢٩١٨)، من طريق محمد بن الفضل بن موسى، عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، عن محمد بن مزاحم، عن بكير بن معروف، عن مقاتل به.
إسناده حسنٌ إلى مقاتل؛ لكنه منقطع، فقد أرسله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>