أن يلاعنك سفهاؤنا، وإنّا نُحِبُّ أن تُعْفِيَنا. قال:«قد أعفيتكم». ثم قال:«إنّ العذاب قد أظَلَّ نجران»(١). (٣/ ٦٠٨)
١٣٢٢٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- {فقل تعالوا} إلى قوله: {ثم نبتهل}، يقول: نجتهد في الدعاء أنّ الذي جاء به محمد هو الحق، وأنّ الذي يقولون هو الباطل. فقال لهم:«إنّ الله قد أمرني إن لم تقبلوا هذا أن أباهلكم». فقالوا: يا أبا القاسم، بل نرجع، فننظر في أمرنا، ثم نأتيك. فخلا بعضُهم ببعض، وتصادقوا فيما بينهم، قال السيدُ للعاقب: قد -واللهِ- علمتُم أنّ الرجل نبيٌّ مُرْسَل، ولَئِن لاعنتموه إنّه لاسْتِئْصالُكم، وما لاعن قومٌ قطُّ نبيًّا فبقي كبيرهم ولا نَبَتَ صغيرُهم، فإن أنتم لم تتبعوه وأبيتم إلا إلْفَ دينِكم فوادِعوه، وارجعوا إلى بلادكم. وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج ومعه عليٌّ والحسن والحسين وفاطمة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن أنا دعوتُ فَأَمِّنُوا أنتم». فأبوا أن يُلاعِنوه، وصالَحوه على الجزية (٢)[١٢٢٦]. (٣/ ٦٠٨)
١٣٢٢٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: لو باهَل أهلُ نجران رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لرجعوا لا يجدون أهلًا ولا مالًا (٣). (٣/ ٦١٠)
١٣٢٢٨ - عن محمد بن جعفر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نعم، ائْتُونِي العَشِيَّة أبعث
[١٢٢٦] علّق ابنُ عطية (٢/ ٢٤٤) على ما جاء في هذا القول وفي غيره من أنّ سبب ترك النصارى الملاعنة علمهم بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «وفي ترك النصارى الملاعنة لعلمهم بنبوة محمد شاهدٌ عظيم على صحة نبوته - صلى الله عليه وسلم -، وما روي من ذلك خير مما روى الشعبي من تقسيم ذلك الرجل العاقل فيهم أمر محمد بأنه إمّا نبي وإمّا ملِك؛ لأن هذا نظر دنياوي، وما روى الرواة من أنهم تركوا الملاعنة لعلمهم بنبوته أحج لنا على سائر الكفرة، وأليق بحال محمد - صلى الله عليه وسلم -».