للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معكم القويَّ الأمين». قال: فكان عمر بن الخطاب يقول: ما أحببتُ الإمارةَ قطُّ حُبِّي إيّاها يومئذ؛ رجاء أن أكون صاحبَها، فرحت إلى الظهر، فلمّا صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر سلَّم، ثم نظر عن يمينه ويساره، فجعلت أتَطاوَل له لِيَراني، فلم يزل يلتمس ببصره حتى رأى أبا عبيدة بن الجرّاح، فدعاه، فقال: «اخرج معهم، فاقضِ بينهم بالحقِّ فيما اختلفوا فيه». قال عمر: فذهب بها أبو عبيدة (١). (ز)

١٣٢٢٩ - عن قتادة بن دعامة: {فمن حاجك فيه} في عيسى {فقل تعالوا ندع أبناءنا} الآية، فدعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لذلك وفدَ نجران، وهم الذين حاجُّوه في عيسى، فنكصوا وأبوا. وذُكِر لنا: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن كان العذاب لقد نزل على أهل نجران، ولو فعلوا لاسْتُؤْصِلوا عن جَدِيد الأرض (٢)» (٣). (٣/ ٦١٠)

١٣٢٣٠ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} الآية: فأخذ -يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -- بيد الحسن والحسين وفاطمة، وقال لعلي: «اتْبَعْنا». فخرج معهم، فلم يخرج يومئذ النصارى، وقالوا: إنّا نخاف أن يكون هذا هو النبي - صلى الله عليه وسلم -، وليس دعوة النبيِّ كغيرها. فتخلَّفوا عنه يومئذ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لو خرجوا لاحترقوا». فصالحوه على صُلْح؛ على أنّ له عليهم ثمانين ألفًا، فما عجزت الدراهم ففي العَرُوض الحُلَّة بأربعين، وعلى أنّ له عليهم ثلاثًا وثلاثين درعًا، وثلاثًا وثلاثين بعيرًا، وأربعة وثلاثين فَرَسًا غازِيَة كل سنة، وأنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضامِنٌ لها حتى نُؤَدِّيها إليهم (٤). (ز)

١٣٢٣١ - عن محمد بن جعفر بن الزبير -من طريق ابن إسحاق- {إن هذا لهو القصص الحق} إلى قوله: {فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}: فدعاهم إلى النَّصَف (٥)، وقطع عنهم الحُجَّة، فلما أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - الخبرُ مِن الله عنه، والفصلُ مِن القضاء بينه وبينهم، وأمره بما أمره به من ملاعنتهم، إن ردوا عليه؛ دعاهم إلى ذلك، فقالوا: يا أبا القاسم، دعنا ننظر في أمرنا، ثم نأتيك بما نريد أن نفعل فيما دعوتنا


(١) أخرجه ابن المنذر ١/ ٢٣٣ (٥٥٧)، وابن هشام في السيرة ١/ ٥٨٤ مرسلًا.
(٢) جديد الأرض: وجهها. تهذيب اللغة (جدد).
(٣) أخرجه ابن جرير ٥/ ٤٧١ مرسلًا. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وأبي نعيم في الدلائل كذلك.
(٤) أخرجه ابن جرير ٥/ ٤٧١، وابن أبي حاتم ٢/ ٦٦٧ (٣٦١٨) واللفظ له، مرسلًا.
وقد تقدّم أن أسباط بن نصر فيه مقال. تنظر ترجمته في: تهذيب الكمال ٢/ ٣٥٧.
(٥) النَّصَف -بفتحتين-: الإنصاف. القاموس المحيط (نصف).

<<  <  ج: ص:  >  >>