للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إليه. فانصرفوا عنه، ثم خَلَوْا بالعاقب، وكان ذا رأيهم، فقالوا: يا عبد المسيح، ما ترى؟ قال: واللهِ، يا معشر النصارى، لقد عرفتم أنّ محمدًا لَنَبِيٌّ مُرْسَل، ولقد جاءكم بالفصل مِن خبر صاحبكم، ولقد علمتم ما لاعن قومٌ نبيًّا قط فبقي كبيرهم ولا نَبَت صغيرهم، وإنّه لَلاسْتِئْصالُ منكم إن فعلتم، فإن كنتم قد أبيتم إلا إلْفَ دينِكم، والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم؛ فوادِعُوا الرجل، ثم انصرفوا إلى بلادكم حتى يريكم زمن رأيه. فأتوا رسول الله، فقالوا: يا أبا القاسم، قد رأينا أن لا نلاعنك، وأن نتركك على دينك، ونرجع على ديننا، ولكن ابعث معنا رجلًا مِن أصحابك ترضاه لنا يحكم بيننا في أشياء قد اختلفنا فيها مِن أموالنا، فإنكم عندنا رُضاة (١). (ز)

١٣٢٣٢ - قال مقاتل بن سليمان: {ولا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضًا أرْبابًا مِّن دُونِ الله}؛ لأنهم اتخذوا عيسى ربًّا، {فَإن تَوَلَّوْاْ} يعني: فإن أبَوُا التوحيد {فَقُولُواْ} لهم أنتم: {اشهدوا بِأَنّا مُسْلِمُونَ}، يعني: مخلصين بالتوحيد، فقال العاقب: ما نصنع بملاعنته شيئًا، فواللهِ، لَئِن كان كاذِبًا ما مُلاعنته بشيء، ولَئن كان صادِقًا لا يأتي علينا الحَوْل حتى يُهْلِك الله الكاذبين. قالوا: يا محمد، نُصالِحك على أن [لا] تغزونا ولا تخيفنا ولا تَرُدَّنا عن ديننا، على أن نُؤَدِّي إليك ألف حُلَّة في صَفَر، وألف حُلَّة في رجب، وعلى ثلاثين دِرعًا مِن حديد عادِيَّة (٢)، فصالحهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، فقال: «والذي نفس محمد بيده، لو لاعنوني ما حال الحول ويحضرني منهم أحد، ولَأهلك الله الكاذبين». قال عمر رضى الله عنه: لو لاعنتَهم بيد مَن كنت تأخذ؟ قال: «آخذ بيد علي، وفاطمة، والحسن، والحسين? (٣) وحفصة، وعائشة، -رحمهما الله- (٤)» (٥). (ز)

١٣٢٣٣ - عن عبد الملك ابن جريج -من طريق ابن ثور- {فمن حاجك فيه} إلى قوله: {على الكاذبين}: ذكر نصارى نجران، قال: فأبى السيد، وقالوا: نُصالحك. فصالحوا على ألْفَيْ حُلَّة كل عام، في كل رجب ألف، وفي كل صَفَر ألف حُلَّة، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده، لو لاعنوني ما حال الحَوْلُ ومنهم أحدٌ إلا


(١) أخرجه ابن جرير ٥/ ٤٧٠، وابن المنذر ١/ ٢٣٢ - ٢٣٣ (٥٥٦) مرسلًا.
(٢) العادِيُّ: الشيء القديم، نسبة إلى عاد. لسان العرب (عود).
(٣) كذا في تفسير مقاتل.
(٤) كذا في تفسير مقاتل.
(٥) تفسير مقاتل ١/ ٢٨١ - ٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>